responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 401

المذاهب، فمن نصوصهم: (أن هذا الخبر يتناول رجلا اجتمعت فيه خصال ثلاثة إحداها: أن يكون من قريش، و بهذا الطريق يخرج عن هذا الحديث مالك و أبو حنيفة و أحمد بن حنبل و أبو يوسف و محمد. و ثانيهما: أن يكون ذلك الرجل كثير العلم بحيث يكون قد وصل علمه إلى أهل الشرق و الغرب، و الشخص الموصوف بهذه الصفات ليس إلا الشافعي. و ذلك لأن جماعة من رجال قريش كانوا قد بلغوا في العلم مبلغا، إلا أن أحدا منهم لم يبلغ علمه إلى جميع أهل الأرض، و أما الشافعي فإنه هو الذي صنّف في أصول الشريعة و فروعها، و انتشرت تلك التصانيف و العلوم في الشرق و الغرب، و لم يبق بيت في الدنيا من بيوت الموافقين و المخالفين و المنكرين إلا وصلت تلك العلوم و الكتب فيه، أما الأصحاب و الأتباع و الموافق فلتقرير الإثبات، و أما المخالفون فللطعن فيه، و الجواب عنه، و الناس كتبوا تلك الكتب كما تكتب المصاحف التي تتلى و الأخبار التي تروى، و كل يوم تزداد قبولا و إقبالا. فكان اللائق بقوله (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) و إن عالمها يملأ طبقات الأرض علما ليس إلا الشافعي) ا ه.

و لسنا بصدد الإطالة في البحث عن ثمرات العواطف، و لكنا نحاول هنا أن نأتي على الأشياء التي نستكمل بها ما بحثناه من حياة الشافعي في القسم الأول، و قد أخذنا بتجنب التكرار إلا ما كان لضرورة اقتضتها [1].

و قد أشرنا في القسم الأول أن التأسي بأئمة المذاهب كان وراء هذه التكلّفات و الأقوال، فأبو حنيفة قتل مسموما بدعوى أنه لم يقبل القضاء. و مالك بن أنس ضرب بالسياط لفتوى تخالف السلطان، أو لاشتراكه في ثورة العلويين. و من بعده أحمد بن حنبل امتحن في مسألة خلق القرآن. فإذن لم يبق من أمارات الرئاسة إلا المحنة. فبادر كتّاب المناقب إلى ذلك، و قد اطلعت على الطعون التي وجهناها إلى الرواية في الجزء الثالث من الكتاب، و مهما يكن من قول فإن المناقب احتوت على باب يحكي المحنة التي مرّ بها الإمام الشافعي، و عقدت فصول في بيانها و كيفية وقوعها، و أشهرها في كتبهم: (إنه جي‌ء بالشافعي رضي اللّه عنه إلى العراق، و أدخل ليلا، و كان في رجله حديد، لأنه كان من أصحاب عبد اللّه بن الحسن بن علي بن أبي طالب، و كان ليلة الاثنين لعشر خلون من شعبان سنة أربع و ثمانين و مائة و في ذلك الوقت كان أبو


[1] انظر التنبيه في الجزء الثالث.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 401
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست