نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 4 صفحه : 400
كثر الاختلاف في الدين، فما تقول في رأي أبي حنيفة؟ قال: أف و نفض يده. قلت:
فما تقول في رأي مالك؟ فرفع يده و طأطأ و قال: أصاب و أخطأ. قلت: فما تقول في رأي الشافعي؟ قال: بأبي ابن عمي- هكذا العبارة فانظر- أحيى سنتي [1].
و في تفسير الأحلام- أو تعبيرها- التي تروى عن الشافعي نفسه يذهبون بعيدا أيضا، فعن المزني: سمعت الشافعي يقول: رأيت علي بن أبي طالب في النوم، فسلّم عليّ و صافحني، و خلع خاتمه و جعله في إصبعي، و كان لي عم ففسّرها لي فقال لي: أما مصافحتك لعلي فأمان من العذاب، و أما خلع خاتمه فجعله في أصبعك فسيبلغ اسمك ما بلغ اسم علي في الشرق و الغرب!؟
و مما تواضع عليه منتسبو المذاهب كعلامات للرئاسة إلى جانب المنامات- و قد أطلعنا على المنامات التي وضعت لكل رئيس مذهب- هو الحديث النبوي بحق رئيس المذهب، فمنها ما يصرّح بالاسم و الصفة، و منها ما يتبنّى تخصيصه على صرف الصفات الواردة فيه بدون دليل. و قد كانت حصة الإمام الشافعي الحديث: (اللهم اهد قريشا فإن عالمها يملأ طباق الأرض علما، اللهم كما أذقتهم عذابا فأذقهم نوالا). و لا نريد أن نناقش الأحاديث الأخرى و باختلاف الألفاظ، كما نترك الخوض في طرقها و أسانيدها. و نتنزل فالحديث عن عالم من قريش إن لم يوقت فهو يتناول عالما من قريش.
و نتفق في القول أنه: (علامة بيّنة للمميز، أن المراد بذلك رجل من علماء هذه الأمة من قريش قد ظهر علمه، و انتشر في البلاد، و كتبوا تآليفه كما تكتب المصاحف، و استظهروا أقواله). و إلى هنا فإن من أئمة قريش و علمائها من هو أحق و أولى من الشافعي. و ما القول: بأن هذه صفة لا نعلمها قد أحاطت إلا بالشافعي. إلّا تحكّم بدون دليل، لأن الدليل مع منهم أعلم من الشافعي و أحق بهذه الصفة، ممن وضع اللّه فيهم رسالته و أورثهم أمين السماء علمه و ولايته.
فقد أحتجّ به الإمام علي يوم حروراء، عند ما بعث إليهم ابن عباس و قال: «قل لهم: علام تتهموني و أشهد، فسمعت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) يقول ذلك».
و وجوه الاستدلال لديهم تجهر بأن القصد هو الانتصار في معركة تنازع