responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 399

لأن الشافعي- مع أخذه العلم على مالك- كان يتمتع بقدرة على المناظرة و معرفة باللغة و مزايا أخرى تبعده عن حدود الرواية و التقيّد بها فقط. قال هارون بن سعيد الأيلي: (لو أن الشافعي ناظر على هذه العمود التي من حجارة أنها من خشب، لغلب لاقتداره على المناظرة). و نرى أن الرحلة إلى العراق كانت بدوافع علمية، بعد أن أتقن علم الحديث، ليطلع على أهل الرأي و هم في مصرهم فقال: (سمّيت ببغداد: ناصر الحديث) فيما كان إقباله على الأخذ من محمد بن الحسن يفوق إقباله في المدينة على أصحاب الحديث.

و مما لا شك فيه أن الشافعي كان ذكيا في صباه، إلى جانب الحفظ، فكان معلمه كلما علّم صبيا شيئا كان الشافعي يتلقف ذلك الكلام، ثم إذا قام المعلم من مكانه، أخذ الشافعي يعلّم الصبيان تلك الأشياء، فنظر المعلم فرأى الشافعي يكفيه أمر الصبيان أكثر من الأجرة التي كان أهل الشافعي لا يجدونها لفقر حالهم. و كان في كل أحواله و هو في طلب العلم فهما مدركا.

لقد أدى الإعجاب بالشافعي و التعامل بالمذهبية إلى تكلّف أمور لا نشكّ بأنها أصبحت من أمارات السيادة و علامات الرئاسة، رغم علمهم بأن استسهال الوسائل كالمنامات لإيجاد الصلة بالنبي محمد لا يخفي حقيقة الغرض و البواعث، بدليل تقليدهم غيرهم فيما يعملون، فهم ليسوا بدعا في ذلك، و سير رؤساء المذاهب التي أكملها الأصحاب و الأتباع، ممن سبق الشافعي قد أخذت بالظهور في المجالس و الحلقات، و عانى من بواعثها المتعصبة الإمام الشافعي نفسه عند ما استقرّ بمصر أو خلال وجوده في بغداد.

و قد كان أولى بأهل العلم أن يدعوا الشافعي يأخذ منزلته بما وهبه اللّه من علم، و يتبوّأ مكانته بما يستحقّه. فالمزني يقول: رأيت النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) في المنام، فسألته عن الشافعي. فقال لي: من أراد محبتي و سنّتي فعليه بمحمد بن إدريس الشافعي المطّلبي فإنه مني و أنا منه.

و بعض هذه المنامات يتجاوز حدود اللياقة اللازمة لذكر المصطفى، مما يجعل منام المزني الآنف متميزا بمراعاة الحضرة النبوية. أما أحمد بن حسن الترمذي- على ما رواه الخطيب البغدادي- ففيه من الإساءات ما يحتاج إلى قول أوسع و أشمل. قال:

كنت في الروضة فأغفيت، فإذا النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) قد أقبل، فقمت إليه فقلت: يا رسول اللّه قد

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 399
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست