responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 398

أهمية لأن الاختلاف كبير في تحديد سنّ تأهله للعلم أو تبوئه مكان الفتيا، و قد قادت العواطف و أدى التعصب إلى إظهار علمه و اجتهاده في سن مبكرة أو نبوغه في فترة قصيرة [1].

و الذي نستظهره أن اتجاه الشافعي لطلب العلم كان في العقد الثالث من عمره، و على رواية ابن كثير أن بقاءه في البادية عشرين سنة، فيكون طلبه للفقه في العقد الرابع، أي بعد تجاوزه الثلاثين من عمره، فتكون ملازمته لمسلم بن خالد الزنجي الذي أخذ الشافعي عنه الفقه‌ [2] قصيرة جدا. حيث روي أن مسلم بن خالد قال له:

أفت. و هو ابن خمس عشرة سنة، و في رواية الخطيب البغدادي عن الحميدي ما يشعر أن مسلم الزنجي مرّ على الشافعي و هو يفتي‌ [3] و أن الشافعي يقوم بالفتيا فعلا، و ليس كما في الروايات الأخرى أن مسلما أذن للشافعي بالفتيا بعد درسه عليه و ملازمته له.

و كما قلنا في بدء الحديث عن الإمام الشافعي، فإن العواطف أو ردودها العكسية هي وراء مثل هذه المبالغات، أو الاتهامات، و ما بين أيدينا من الأدلة التاريخية، يصرّح بأن الشافعي لم يعرف بالفقه إلا بعد مدة طويلة، مع أن الحميدي لم يدرك مثل هذا التاريخ، و أن الخطيب بعد نقل الحكاية يقول: و ليس ذلك بمستقيم لأن الحميدي كان يصغر عن إدراك الشافعي و له تلك السن.

و مهما يكن من أمر، فإن الشافعي لم يعرف الفقه و الحديث و هو في مكة.

و لكن رحل إلى المدينة، و واصل دراسته، فأصاب الشهرة بعد المدة التي استغرقها طلب العلم.

قال ابن حجر: انتهت رئاسة الفقه في المدينة إلى مالك، و رحل الشافعي إليه و لازمه، و أخذ عنه. و انتهت رئاسة الفقه إلى أبي حنيفة، فأخذ عن صاحبه محمد حملا ليس فيها شي‌ء إلا و قد سمعه عليه، فاجتمع له علم أهل الرأي و علم أهل الحديث.


[1] انظر التفاصيل: الإمام الصادق و المذاهب الأربعة، مجلد 2 جزء 3.

[2] مسلم بن خالد بن سعيد مولى لآل سفيان بن عبد الأسد المخزومي و هو من الشام، كان مسلم أبيض مشربا حمرة، و الزنجي لقب لقب به و هو صغير. و في الطبقات الكبرى لابن سعد: كان كثير الحديث، كثير الغلط و الخطأ في حديثه، و كان في بدنه نعم الرجل، و لكنه كان يغلط ا ه. ضعّفه أبو داود و غيره.

[3] تاريخ بغداد ج 2 ص 64.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 398
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست