نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 4 صفحه : 388
حازم و الدراوردي و غيرهم سمعوا مع مالك من مشايخ، و تركوا الحديث عنهم هيبة له حتى مات ففشا ذلك فيهم [1].
و ابن فرحون ينقل في وصفه: كان كالسلطان له حاجب يأذن عليه، فإذا اجتمع الناس ببابه أمر آذنه فدعاهم، فحضر أولا أصحابه، فإذا فرغ من يحضر، أذن للعامة.
و إذا أتاه الناس خرجت إليهم الجارية فتقول لهم: يقول لكم الشيخ تريدون الحديث أو المسائل؟ فإن قالوا: المسائل. خرج إليهم و أفتاهم. و لا بد هنا من ملاحظة قول ابن القاسم الذي يورده ابن فرحون بعد أسطر قليلة من النصوص التي تصف مالك. قال ابن القاسم: سمعت مالكا يقول: إني لأفكر في مسألة منذ بضع عشرة سنة، ما اتفق لي فيها رأي إلى الآن. و كان يقول: ربما وردت عليّ المسألة فأسهر فيها عامة ليلتي.
و قال ابن عبد الحكم: كان مالك إذا سئل عن المسألة، قال للسائل: انصرف حتى انظر. فينصرف و يتردد فيها!! ا ه.
أما إذا طلب الناس الحديث، قيل لهم: اجلسوا. فيدخل مغتسله، فيغتسل و يتطيب، و تلقى له المنصة، فيخرج إليهم، و يوضع عود، فلا يزال يتبخّر حتى يفرغ من حديث رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) و كان لا يوسع لأحد في حلقته و لا يرفعه، يدعه يجلس حيث انتهى به المجلس. و مع هذا كان إذا استزاده أحد من الناس في الحديث يشير إلى السودان الذين يقفون عند رأسه، فيخرجونه من الدار [2].
و كان يلبس طيلسانا طرازيا و قلنسوة مترّكة و ثيابا مروية جيادا، و في بيته وسائد يقعد عليها أصحابه و قوّم الطيلسان بخمسمائة، و كان يقع جناحه على عينيه، و قيل في هذه الهيئة: إنه أشبه شيء بالملوك. و وصف منزله بأنه كان مبسوطا بأنواع المعارش [3].
و لقد كان متأنقا في ملبسه و مأكله أيضا، فقد مات و ترك مائة عمامة و خمسمائة زوج نعل، و كان يهدى إليه الهدايا الفاخرة، و اشتهى يوما كساء قرمزيا، فأهدى إليه سبعة منها.
و أهدى إليه يحيى بن يحيى النيسابوري هدية باع من فضلتها ثمانين ألفا. قال