responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 387

و هو يؤم الناس في صلاتهم، لأن مالك سأل: من هنا من الحرس؟ فجاءه نفسان، و طلب منهما أن يحبسا ابن مهدي‌ [1].

و مما يؤلم أن تتعدى الشدّة الحدود إلى القسوة التي لا علاقة لها بحكمة تشريع الحدود، كما كان عليه الحال في قصة الرجل الذي عدا على أخيه، حتى إذا أدركه دفعه في بئر، و أخذ رداءه و أبوا الغلامين حاضران، فقال جماعة من أهل العلم:

الخيار للأبوين في العفو أو القصاص. فقال مالك: أرى أن تضرب عنقه الساعة. فقال الأبوان: أ يقتل ابن بالأمس، و نفجع في الآخر اليوم؟ نحن أولياء الدم، و قد عفونا.

فقال الوالي: يا أبا عبد اللّه، ليس ثمّ طالب غيرهما و قد عفوا. فقال مالك: و اللّه الذي لا إله إلا هو لا تكلمت في العلم أبدا أو تضرب عنقه. و سكت، فارتجّت المدينة- فلما رأى الوالي عزمه، قدّم الغلام، فضرب عنقه، فلما سقط رأسه، التفت مالك إلى من حضر فقال: إنما قتلته بالحرابة حين أخذه ثوب أخيه، و لم أقتله قودا، إذ عفا أبواه.

و يسري تأثير السلطة إلى منهجه، دخل عليه رجل فقال: ما تقول فيمن قال:

القرآن مخلوق؟ فقال مالك: زنديق اقتلوه. فقال: يا أبا عبد اللّه، إنما أحكي كلاما سمعته؟ قال: لم أسمعه من أحد، إنما سمعته منك‌ [2].

و قال سحنون: أخبرني بعض أصحاب مالك أنه كان عنده جالسا، فأتى رجل فقال: يا أبا عبد اللّه مسألة. فسكت ثم قال: مسألة. فسكت، ثم أعاد عليه، فرفع رأسه كالمجيب له فقال له السائل: الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى‌ كيف استواؤه؟

قال: فطأطأ مالك رأسه ساعة، ثم رفعه فقال: سألت عن غير مجهول، و تكلمت في غير معقول، و لا أراك إلا أمرا سوء، أخرجوه‌ [3]. و وردت سابقا بلفظ آخر، و لكن تجمعهما النهاية. و في الحلية: و أظنك صاحب بدعة. و أمر به فأخرج‌ [4].

و ما كان يتهيأ لأحد بالمدينة أن يقول قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) إلا حبسه مالك في الحبس، فإذا سئل فيه، قال: يصحّح ما قال ثم يخرج. و لقد كان ابن كنانة و ابن أبي‌


[1] مالك للخولي ص 274 نقلا عن ترتيب المدارك.

[2] مناقب السيوطي ص 14.

[3] الزواوي ص 32.

[4] حلية الأولياء ج 6 ص 325.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 387
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست