responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 325

و الظلم، و هو يستشعر منزلة أهل البيت و مكانتهم، فكان يلجأ إليهم في أكثر الأمور التي تهمّه، و يبدو أن عداوته تدفعه إلى إخفاء ما يرجوه منهم، لأن التظاهر باللجوء إلى أهل البيت يسي‌ء إليه كثيرا. لمّا كتب ملك الروم لعبد الملك بن مروان يتهدّده أن يذكر النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) في الدنانير بما يكرهون، فعظم ذلك على عبد الملك، و استشار الناس فلم يجد عند أحد منهم رأيا [1] فقال له روح بن زنباع: إنك لتعلم المخرج من هذا الأمر. و لكنك تتعمد تركه. فقال: ويحك من؟ فقال: عليك بالباقر من أهل بيت النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم). قال: صدقت، و لكنه ارتجّ الرأي فيه.

فكتب إلى عامله بالمدينة: أن أشخص إلي محمد بن علي بن الحسين مكرّما، و متّعه بمائة ألف درهم لجهازه، و بثلاثمائة ألف لنفقته، و أرح عليه في جهازه و جهاز من يخرج معه من أصحابه. و حبس عبد الملك رسول ملك الروم إلى موافاة الإمام الباقر، فلما وافاه، أخبره الخبر. فقال له الإمام الباقر: «لا يعظم عليك، فإنه ليس بشي‌ء من جهتين:

إحداهما: إن اللّه عز و جل لم يكن ليطلق ما تهدّد به صاحب الروم في رسول اللّه (عليه السلام).

و الثاني: وجود الحيلة فيه».

قال: و ما هي؟

قال: «تدعو بصاغة، فيضربون بين يديك سككا للدراهم و الدنانير، و تجعل النقش عليها سورة التوحيد» [2].

و يتلبّس عبد الملك بما يصدر عن الإمامة، و يتطفّل على منهجها، و قد أشرنا إلى ذلك سابقا، و يستخدم عماله- عمال السوء و البغي- للاتصال بمقام أهل البيت و تلقّي ما يصدر عنهم للتظاهر به أو استعماله في معالجة ما هم فيه. و قد مرّ بنا قبل قليل كيف فعل عبد الملك لمّا كتب ملك الروم يتوعّده، فضاق عليه الجواب. و كتب إلى الحجاج- و هو إذ ذاك على الحجاز- أن أبعث إلى علي بن الحسين، فتوعّده و تهدّده، و أغلظ له. ثم أنظر ما ذا يجيبك، فاكتب به إليّ. ففعل الحجاج ذلك، فقال‌


[1] شذور العقود للمقريزي ص 7.

[2] حياة الحيوان للدميري ج 2 ص 55. و المحاسن و المساوئ للبيهقي. و العقد المنير ص 18.

و هامش شذور العقود ص 7.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 325
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست