نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 4 صفحه : 326
له علي بن الحسين (عليه السلام): «إن للّه في كل يوم ثلاثمائة و ستين لحظة، و أرجو أن يكفينيك في أول لحظة من لحظاته» و كتب بذلك إلى عبد الملك. فكتب به إلى صاحب الروم كتابا فلمّا قرأه قال: ليس هذا من كلامه، هذا من كلام عترة نبي [1].
و القصد، أن رجال الحكم الأموي نظروا إليه نظرة تهيّب و تحفظ، و وقفوا أمام نشر تعاليمه و انتشار ذكره و عارضوها، لأن ذلك يهدّد ملكهم، فسلكوا كل سبيل للإساءة، و قد كان هشام بن عبد الملك من أكثرهم بغضا و أشدهم عداوة لآل البيت النبوي الكريم.
حج هشام بن عبد الملك، فدخل المسجد الحرام متكئا على يد سالم مولاه و الإمام الباقر جالس في المسجد الحرام، فقال له سالم: يا أمير المؤمنين هذا محمد بن علي بن الحسين (عليهم السلام). قال هشام: المفتون به أهل العراق؟ قال: نعم.
قال: اذهب إليه فقل له: يقول لك أمير المؤمنين ما الذي يأكل الناس و يشربون إلى أن يفصل بينهم يوم القيامة؟ فقال له الإمام أبو جعفر: «يحشر الناس على مثل قرص النقي، فيها أنهار متفجرة يأكلون و يشربون حتى يفرغ من الحساب» فرأى هشام أنه قد ظفر به، و إن في ذلك فرصة لإشاعة حاله، لينفر عنه أهل العراق. فقال: اللّه أكبر، اذهب فقل له: يقول لك ما أشغلهم عن الأكل و الشرب يومئذ؟ فقال له أبو جعفر (عليه السلام): «هم في النار أشغل، و لم يشغلوا عن أن قالوا أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ. فسكت هشام [2].
و ليس أقبح من بذاءته و هو يتنمّر على الإمام الشهيد زيد بن علي، و ينال من أخيه الإمام الباقر و يقول له: ما يصنع أخوك البقرة؟!.
فيجيبه الإمام زيد: سمّاه رسول اللّه الباقر، و تسمّيه البقرة؟ لشد ما اختلفتما، لتخالفنّه في الآخرة كما خالفته في الدنيا، فيرد الجنّة و ترد النار [3].
و لما انصرف هشام من حجّه أنفذ إلى عامل المدينة بإشخاص الإمام الباقر و ولده الصادق، و أبقاهم ثلاثة أيام، و أذن لهم في اليوم الرابع. و بقي على هذه السياسة التي تستهدف الإساءة و القضاء على الإمام الباقر.
[3] انظر طرق الحديث النبوي إلى جابر بن عبد اللّه الأنصاري: «يوشك أن تبقى، حتى تلقى ولدا لي من الحسين يقال له: محمد. يبقر العلم بقرا، فإذا لقيته فأقرأه مني السّلام» في الجزء الثاني من الكتاب.
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 4 صفحه : 326