responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 324

و كان عصره يشهد بداية نشاط الآراء و الأقوال التي تعددت مصادرها و تباينت أغراضها، و أهل البيت في صميم هذا النشاط موضع اهتمام القائمين به و الساعين إليه، لأنهم يريدون أن يكون للدين في آرائهم ممسك و لأقوالهم مرجع، أو لأنهم من أهل الفرق و البدع الذين يرمون إلى التشكيك و الطعن، فقصده العلماء للسؤال و كشف الحقائق كعمرو بن عبيد، و الحسن البصري و نافع مولى ابن عمر [1] و غيرهم ممن يطول ذكرهم. و لكن نورد هنا ما كان من عمرو بن عبيد- شيخ المعتزلة- عند ما و فد على الإمام الباقر (عليه السلام) ليسأله لا لغرض طلب العلم، و إنما بوهم أن يفاجئ الإمام الباقر بما يعجز عن الإجابة عنه، فقال له عمرو:

جعلت فداك ما معنى قوله تعالى: أَ وَ لَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما وَ جَعَلْنا ما هذا الرتق؟

قال الإمام الباقر: «كانت السماء رتقا لا تنزل القطر، و كانت الأرض رتقا لا تخرج النبات، ففتق اللّه السماء بالقطر، و فتق الأرض بالنبات» فانقطع عمرو، و مضى ثم عاد إليه فقال:

خبرني عن قوله تعالى: وَ مَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى‌ ما غضب اللّه؟ فقال له أبو جعفر (عليه السلام): «غضب اللّه تعالى عقابه. يا عمرو، و من ظن أن اللّه يغيره شي‌ء فقد هلك».

و دخل عليه أعرابي، و قيل رجل من الخوارج- و لا فرق فهم من أشدّ الأعراب بعدا عن الدين- و قال له: هل رأيت اللّه حين عبدته؟ فقال: «لم أكن لأعبد من لم أره». قال: فكيف رأيته؟ قال: «لم تره الأبصار بمشاهدة العيان، و رأته القلوب بحقائق الإيمان، لا يدرك بالحواسّ، و لا يشبّه بالناس، معروف بالآيات، منعوت بالعلامات، لا يجوز في القضيات. ذلك اللّه الذي لا إله إلا هو» فقال الأعرابي: اللّه أعلم حيث يجعل رسالته‌ [2].

و مما يحسب الآن من أعمال مجيدة في مجال الملك و تعريف مظاهر السلطان و سك العملة، فهو في حقيقته يعود لإمامنا الباقر (عليه السلام). فعبد الملك بن مروان تعاطى العلم، و انخرط في سلك الفقه و الرواية، حتى جاءته فرصة التحكّم و التسلّط، فتخلّى عن الحديث و ما يقتضيه تعاطي العلم من سمات دينية، و تحوّل إلى الدم‌


[1] انظر احتجاج الطبرسي. و البحار ج 4. و الكافي في احتجاجات الصادق.

[2] زهر الآداب ج 1 ص 77.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 324
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست