responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 322

و خلاصة القول، فإن الإمام زين العابدين الذي كان لا تبرح ذاكرته مأساة الطفّ، و يديم البكاء حتى قال: «إن يعقوب (عليه السلام) بكى حتى ابيضت عيناه على يوسف، و لم يعلم أنه مات. و إني رأيت بضعة عشر من أهل بيتي يذبحون في غداة واحدة، فترون حزنهم يذهب من قلبي أبدا؟» يحمل أعباء الإمامة في ظروف أدّت بالحكام إلى أن يرتكبوا جريمتهم النّكراء بحق أهل بيت النبي. و لمّا سئل: كيف أصبحت؟ قال (عليه السلام): «أصبحنا في قومنا بمنزلة بني إسرائيل في آل فرعون، يذبّحون أبناءنا، و يلعنون سيدنا و شيخنا على المنابر، و يمنعونا حقّنا» [1].

و لقد كانت فترة إمامته فترة صعبة و حرجة لم يتغير من السياسة شي‌ء، بل إن المجازر اتسعت و طالت الحرمين، فيشكو بثّه و يدعو ربه: «حتى عاد صفوتك و خلفائك مغلوبين مقهورين مبتزّين يرون حكمك مبدّلا و كتابك منبوذا و فرائضك محرّفة عن جهات أشراعك، و سنن نبيك متروكة. اللهم العن أعداءهم من الأولين و الآخرين، و من رضي بفعالهم و أشياعهم و أتباعهم» و في وسط ذلك كان عليه أن يمضي في رسالته بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و يحدّث الناس بحديث جده.

فكانت فيما يهمّهم من أمور دينهم و أحكام شريعته، و تبصيرهم بالمصلحة و ما يعود عليهم بالنفع و البقاء.

و إذا كانت هذه الأوضاع التي يعيشها قد حالت دون أن يتّخذ حلقة، إذ كيف يتسنّى له العمل كالآخرين و هو مثقل بهذه الأعباء و الأحزان و الهموم، فإن مآثره في الفكر و العمل كانت قدوة الصالحين، و أسوة الزهّاد المتعبّدين، و منهجه في الحياة مثل للأئمة الطاهرين في أن يكون الدين غاية الدعوة و العدل عمادها، فكانت وصيته إلى ولده، و وصيّه الإمام الباقر (عليه السلام): «يا بني أوصيك بما أوصاني به أبي، فقد قال لي:

يا بني إياك و ظلم من لا يجد عليك ناصرا إلا اللّه».

و من وصاياه لخليفته الإمام الباقر ما يزن به أصناف الناس، و يرسم صور تصرّفاتهم بميزان العاقل الحكيم و بريشة الخبير المفن. قال الإمام الباقر «أوصاني أبي قال:

لا تصحبنّ خمسة، و لا تحادثهم و لا ترافقهم في طريق. قال: قلت: جعلت فداءك يا أبت من هؤلاء الخمسة؟


[1] تذكرة سبط ابن الجوزي.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 322
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست