responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 321

قال لجابر الجعفي: «يا جابر إني لمحزون، و إني لمشتغل القلب» قلت: و ما حزنك و ما شغل قلبك؟ قال: «يا جابر، إنه من دخل قلبه صافي خالص دين اللّه، شغله عما سواه. يا جابر ما الدنيا، ما عسى أن تكون؟ هل هو إلا مركب ركبته، أو ثوب لبسته، أو امرأة أصبتها. يا جابر، إن المؤمنين لم يطمئنوا إلى الدنيا لبقاء فيها، و لم يأمنوا قدوم الآخرة عليهم، و لم يصمّهم عن ذكر اللّه ما سمعوا بآذانهم من الفتنة، و لم يعمهم عن نور اللّه ما رأوا بأعينهم من الزينة، ففازوا بثواب الأبرار. إن أهل التقوى أيسر أهل الدنيا مؤونة، و أكثرهم لك معونة، إن نسيت ذكّروك، و إن ذكرت أعانوك. قوّالين بحقّ اللّه، قوّامين بأمر اللّه. فانزل الدنيا كمنزل نزلت به و ارتحلت عنه، أو كمال أصبته في منامك، فاستيقظت و ليس معك منه شي‌ء، و احفظ اللّه في ما استرعاك من دينه و حكمته» [1].

و يتتبع (عليه السلام) أمراض المجتمع، و يعمل على إصلاح العلاقات، و إقامة مودة بين النفوس. سمع رجلا يغتاب آخر فقال (عليه السلام): «إن لكل شي‌ء إداما، و إدام كلاب النار الغيبة». و قال (عليه السلام): «نظر المؤمن في وجه أخيه المؤمن للمودة و المحبة عبادة». و قال أيضا: «من كمال العقل كفّ الأذى، فإن فيه راحة للبدن آجلا و عاجلا».

و يحذّر (عليه السلام) من العداوة: فيقول: «لا تعادينّ أحدا و إن ظننت أنه لا يضرّك».

إن الإمام زين العابدين باشر مرحلة الدعوة بعد مرحلة الثورة، و هو على هدى من رسالته و بيّنة من أمره. و من يتوهم أن الأمر عدول عن الثورة و ترك للجهاد، فليس له علم بأسرار الإمامة و مكاشفات الولاية، كالذي كان من عبّاد البصري عند ما لقي الإمام زين العابدين في طريق مكة فقال له:

يا علي بن الحسين، تركت الجهاد و صعوبته، و أقبلت على الحج و لينه، و إن اللّه عز و جل يقول: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى‌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ‌- إلى قوله- وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ‌؟

فقال الإمام زين العابدين: «إذا رأينا هؤلاء الذين هذه صفتهم فالجهاد معهم أفضل من الحج».


[1] صفة الصفوة لابن الجوزي.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 321
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست