responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 320

«كفانا اللّه و إياك من الفتن، و رحمك من النار، فقد أصبحت بحال ينبغي لمن عرفك أن يرحمك، فقد أثقلتك نعم اللّه بما أصحّ من بدنك و أطال من عمرك، و قامت عليك حجج اللّه بما حمّلك من كتابه، و فقّهك فيه من دينه، و عرّفك فيه من سنّة نبيه، فانظر أي رجل تكون غدا إذا وقفت بين يدي اللّه، فسألك عن نعمه عليك كيف رعيتها ... و لا تحسبنّ اللّه قابلا منك بالتعذير، و لا راضيا منك بالتقصير. هيهات هيهات .. ليس كذلك أخذ على العلماء في كتابه إذ قال: لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَ لا تَكْتُمُونَهُ‌.

و اعلم أن أدنى ما كتمت و أخفّ ما احتملت أن آنست وحشة الظالم، و سهّلت له طريق الغيّ بدنوك منه حين دنوت، و إجابتك له حين دعيت. فما أخوفني بإثمك غدا مع الخونة. و أن تسأل عما أخذت بإعانتك على ظلم الظلمة أنك أخذت ما ليس لك ممن أعطاك. و دنوت ممن لم يردّ على أحد حقا و لم تردّ باطلا حين أدناك، و أحببت من حادّ اللّه. أو ليس بدعائه إياك حين دعاك جعلوك قطبا أداروا بك رحى مظالمهم، و جسرا يعبرون عليك إلى بلاياهم، و سلّما إلى ضلالهم، داعيا إلى غيّهم سالكا سبيلهم، يدخلون بك الشك على العلماء، و يقتادون بك قلوب الجهّال إليهم، فما أقل ما أعطوك قدر ما أخذوا منك، و ما أيسر ما عمروا لك فكيف ما خربوا عليك؟

فانظر لنفسك فإنه لا ينظر إليها غيرك، و حاسبها حساب رجل مسئول، و انظر كيف شكرك لمن غذّاك في نعمه صغيرا أو كبيرا. فما أخوفني عليك أن تكون كما قال اللّه تعالى في كتابه: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ‌ [1]».

و لا يفوتنا أن ننوّه برسالة الحقوق التي اشتملت على تصنيف دقيق و تبويب جامع لما يهمّ المرء من أمور دينه و دنياه و مجتمعه و عائلته، و هي تتولى بيان علم الإمام زين العابدين، و نظرته إلى ما عهد إليه في ولاية الإمامة و الخلافة الكبرى. كما تتولى (الصحيفة السجادية) بيان طرق الانقطاع إلى اللّه و الاعتماد على الخالق، و اللجوء إلى قوته، و إذا كانت الصحيفة (زبور آل محمد) فرسالة الحقوق (منهاج آل محمد) و هي من أكثر مآثر آل محمد حاجة إلى البيان و البحث.

و قد حفظ لنا التاريخ أقواله (عليه السلام) التي يجد الناس على مختلف مشاربهم فيها صورة الإمام الهادي و الخليفة الداعي الذي ينظر إلى الوجود بمنظار العقيدة، و يصف الدنيا كما هي حقيقتها إذا ما تمكن الهدى من النفس و أسبغ عليها الإيمان أبراده.


[1] تحف العقول لابن شعبة.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 320
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست