نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 4 صفحه : 276
يونس: فيا لها من حسرة. فقلت: جعلت فداك سمعتك تنهى عن الكلام و تقول:
«ويل لأصحاب الكلام يقولون هذا ينقاد و هذا لا ينقاد، و هذا ينساق و هذا لا ينساق، و هذا نعقله و هذا لا نعقله؟» فقال أبو عبد اللّه (عليه السلام): «إنما قلت: ويل لقوم تركوا قولي، و ذهبوا إلى ما يريدون به». ثم قال: «أخرج إلى الباب فانظر من ترى من المتكلمين فأدخله». قال: فخرجت، فوجدت حمران بن أعين- و كان يحسن الكلام- و محمد بن النعمان الأحول (مؤمن الطاق) و كان متكلما، و هشام بن سالم، و قيس الماصر- و كانا متكلمين- فأدخلتهم عليه، فلما استقرّ بنا المجلس كنّا في خيمة لأبي عبد اللّه (عليه السلام) على حرف جبل في طرف الحرم، و ذلك قبل أيام الحج بأيام، أخرج أبو عبد اللّه (عليه السلام) رأسه من الخيمة، فإذا هو ببعير يخبّ فقال: «هشام و رب الكعبة». قال: فظننا أن هشاما رجل من ولد عقيل، كان شديد المحبة لأبي عبد اللّه (عليه السلام)، فإذا هشام بن الحكم قد ورد و هو أول ما اختطت لحيته، و ليس فينا إلا من هو أكبر سنّا منه، قال: فوسّع له أبو عبد اللّه (عليه السلام) و قال: «ناصرنا بقلبه و لسانه و يده» ثم قال لحمران: «كلّم الرجل»- يعني الشامي- فكلّمه حمران، فظهر عليه.
ثم قال: «يا طاقي كلّمه». فكلّمه، فظهر عليه محمد بن النعمان.
ثم قال: «يا هشام بن سالم» كلّمه، فتعاديا.
ثم قال لقيس الماصر: «كلّمه» فكلّمه.
و أقبل أبو عبد اللّه (عليه السلام) يبتسم من كلامهما، و قد استخذل الشامي في يده، ثم قال للشامي: «كلّم هذا الغلام»- يعني هشام بن الحكم- فقال: نعم. ثم قال الشامي لهشام: يا غلام سلني في إمامة هذا- يعني أبا عبد اللّه (عليه السلام)- فغضب هشام حتى ارتعد، ثم قال له: أخبرني يا هذا أ ربّك أنظر لخلقه أم هم لأنفسهم؟
فقال الشامي: بل ربي انظر لخلقة.
قال: ففعل بنظره لهم في دينهم ما ذا؟
قال: كلّفهم و أقام لهم حجة و دليلا على ما كلفهم، و أزاح في ذلك عللهم.
فقال له هشام: فما هذا الدليل الذي نصبه لهم.
قال الشامي: هو رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم).
قال له هشام: فبعد رسول اللّه من؟
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 4 صفحه : 276