نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 4 صفحه : 275
قال الشامي: أريد أن أناظرك في الإمامة.
فقال (عليه السلام) لهشام بن الحكم: «كلّمه يا أبا الحكم» فكلّمه فما تركه يديم.
فقال الشامي: كأنك أردت أن تخبرني أن في شيعتك مثل هؤلاء الرجال.
فقال (عليه السلام): «هو ذاك ... يا أخا أهل الشام، أمّا حمران فحرفك، فحرت له، فغلبك بلسانه، فسألك عن حرف الحق، فلم تعرفه.
و أما زرارة فقاسك، فغلب قياسه قياسك.
و أما هشام بن الحكم فتكلم بالحق، فما سوّغك ريقك.
يا أخا أهل الشام، إن اللّه تعالى أخذ ضغثا من الحق و ضغثا من الباطل فمغثهما، ثم أخرجهما إلى الناس. ثم بعث أنبياء يفرّقون بينهما. ففرقتهما الأنبياء و الأوصياء، فبعث الأنبياء ليعرّفوا ذلك، و جعل الأنبياء قبل الأوصياء ليعلم الناس من يفضل اللّه و من يختص. و لو كان الحق على حدة و الباطل على حدة كل واحد منهما قائم بنفسه، ما احتاج الناس إلى نبي و لا وصي، و لكن اللّه خلطهما و جعل تفريقهما إلى الأنبياء و الأئمة من عباده».
فقال الشامي: قد أفلح من جالسك.
فقال أبو عبد اللّه (عليه السلام): «إن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) كان يجالسه جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل، فيصعد إلى السماء فيأتيه الخبر من عند الجبار، و إن كان ذلك كذلك فهو كذلك» [1].
و عن يونس بن يعقوب قال: كنت عند أبي عبد اللّه (عليه السلام) فورد عليه رجل من أهل الشام فقال له: إني رجل صاحب كلام وفقه و فرائض، و قد جئت لمناظرة أصحابك. فقال له أبو عبد اللّه (عليه السلام) «كلامك هذا من كلام رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) أو من عندك؟» فقال: من كلام رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) بعضه، و من عندي بعضه. فقال له أبو عبد اللّه (عليه السلام): «فأنت إذن شريك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم)؟» قال: لا. قال: «فسمعت الوحي من اللّه؟» قال: لا. قال: «فتجب طاعتك كما تجب طاعة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم)؟» قال لا. قال: فالتفت أبو عبد اللّه (عليه السلام) إليّ، فقال لي «يا يونس بن يعقوب، هذا قد خصم نفسه قبل أن يتكلم». ثم قال: «يا يونس لو كنت تحسن الكلام كلّمته». قال