responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 237

عمدت إلى تصفية الحركات العلوية و القضاء على زعمائها بكل وسيلة. و قد جعل السواد لباس الدعاة، و شعارا يرفع العرب إعلانا للحداد على الحسين (عليه السلام)، فاندفع الناس لخوض تلك المعارك، لأنها معارك تهدف إلى القضاء على معاقل الظلم و رموز الضلالة و البدع، فانتشرت الدعوة، و كان أبناؤها على اتصال بالإمام الصادق (عليه السلام)، و دعاتها أكثرهم يأملون بإسناد الحكم للعلويين. فالعباسيون أنصار دعوة و جنود حركة و ليسوا رؤساء! فالدعوة إسلامية المبدأ، شيعية النزعة، لم يتمكن العباسيون من الإعلان عن نواياهم العدائية تجاه أهل البيت، بل عرفوا كيف يستغلون مشاعر الناس و تعاطفهم مع العلويين، و تستروا بدعوة الرضا من آل محمد. فسارت الجموع بحماس شديد سعيا وراء هدف سام هو جعل الإمامة في أهلها الذين يستحقونها بجدارة من أهل بيت النبوة، حتى يصلح اللّه بهم ما فسد من الأمور و ما اختلف فيه الناس.

و في البيت العلوي رجال يصلحون لتولي الإمامة بظاهرها من حيث الدين و التقوى، و لكن ليس فيهم النص، و لم تكن إليهم الوصية، و إنما كانت لمن شملته العصمة وفاقهم في الخصال. و كلهم لا ينازع الإمام الصادق موقعه أو مكانته، و عند ما بلغت الأمور- من الجانب السياسي- حدا يساعد على التغيير و التحول في السلطان، كان الإمام الصادق يمد ببصره إلى ما وراء الأحداث و المصالح القريبة، فما كان من أبناء عمه ممن نظروا إلى التحول و التغيير في حدوده المحسوسة، إلّا أن طلبوا منه الدخول في ما عزموا عليه من إعلان الثورة و إسناد الثوار منهم، و لكنه (عليه السلام) رفض رفضا باتا.

و قد ذكرنا آنفا أنه طلب من الثوار العلويين التريث في الأمر- و لأهمية هذا الموضوع سنخصص له بابا آخر نبحث فيه الدقائق و التفاصيل- لأن قضية التفريق بين دواعي الموقفين و اختلاف النظرتين قضية هي من الأهمية بمكان لا تنتهي بانتهاء ظرفها، و لأن الإمام الصادق دفع بجوهرها إلى آفاق واسعة ما زلنا حتى اليوم نعيش حقيقة ذلك الجوهر و واقع تلك النظرة، و سيأتي بحث ذلك قريبا.

و من ملامح النظرة التي اتسم بها الإمام الصادق. أن الأمة تحتاج إلى الرجال في مجال الإصلاح و الدعوة، و أن المسلمين يواجهون حكاما عتاة و سلاطين متجبرين، فما كان في عهد الأمويين سيتكرر لأنه (عليه السلام) لمس من العباسيين مذهبهم في توسّل كل الطرق إلى سدّة الحكم و عملهم على الصعود إلى السلطان بوسائل تضمن لهم‌

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 237
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست