responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 236

عدة أسئلة تفرض نفسها على الباحث، و تحتاج منه إلى إجابة تكشف عما استتر وراءها من أمور.

المشاكل- كما قلنا- كثيرة، منها: مشكلة الثوار الذين يرمقونه بأبصارهم من بعيد و يأملون إسناد الحكم إليه، و مشكلة النزعات الفكرية و الصراع العقائدي، و مشكلة الغلاة، و لعلها أهم مشكلة تقف في طريق الباحث، بل أهم مشكلة تعترض سير الحقائق التاريخية، حيث استطاع التلاعب السياسي أن يوجد منها عوامل يتمكن من خلالها تحقيق أغراضه و أهدافه. و سنأتي لعرض موجز في البيان هنا لأنا قد أوضحنا في بحثنا الموسع ما يتعلق بهذه المشكلة [1].

و عصر الإمام الصادق يتصف- دون غيره من عصور الأئمة- بعوامل كثيرة، أهمها: التحول السياسي الذي حصل في أيامه، بل خلال أهم أدوار حياته، و ذلك بانتقال السلطة من الأمويين إلى العباسيين بعد أن انتصرت ثورتهم باسم أهل البيت (عليهم السلام) ذلك التحول الذي أحدث تغييرا جذريا في المجتمع الإسلامي، و فتح أمام المسلمين آفاقا بعيدة المدى.

و لم تكن نتائج الثورة مجرد انتقال الحكم من أسرة إلى أسرة، بل هي في الواقع ثورة لها أثرها في تاريخ الإسلام، تعني نقطة فاصلة فيه لفعاليتها و آثارها، حيث أحدثت في المجتمع تغيّرا عميقا و تحولا سياسيا و اجتماعيا اتسعت آثاره.

و لم يكن الإمام الصادق (عليه السلام) بالرجل الذي تهمل الأحداث موقفه، أو بمعزل عن ذلك المجتمع أو في منأى عن التأثر بتلك الحوادث المحيطة به، فهو كفرد يشمله ما يشمل سائر الناس، يعيش مع الأمة و يشاطرها آلامها و يتعرف على أحوالها. و قد كانت الأحداث تنتهي إليه لمكانته الاجتماعية و السياسية، فالثورة قامت على أساس دعوة دينية نظمت تنظيما دقيقا يضمن لها النجاح، و يمكّن جذورها من النمو في أرض زرعت بجثث الأبرياء و سقيت بدماء الشهداء. و الدعوة قامت تحت شعار أخذ الثأر من مرتكبي المجازر و المظالم بحق العلويين، و كان يقوم ذلك على تنظيم سرّي يعمل بتكتم شديد، و هو يدور حول الدعوة لأهل البيت، و إسناد الحكم إليهم لأنهم أصحابه الشرعيون، و لا بد من الأخذ بثأرهم و الانتصار لمظلوميتهم، لأن الدولة الأموية


[1] انظر الجزء الرابع من الإمام الصادق و المذاهب الأربعة.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 236
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست