responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 238

ذلك ما دام النظام الأموي قد انحدر إلى نهايته. و في عهد العباسيين، فقد رأى الإمام الصادق أن قوة النظام الجديد، و وحشية الحكام الجدد ستدفع بالأمة إلى أوضاع سيئة. و ستعود على أهل البيت بفظائع أخرى و مجازر تزهق فيها أرواحهم و تهرق دماؤهم.

أما في بدء الأمر، و قبل قيام حكم العباسيين، فإن الأوضاع التي ستؤول إليها الأحداث واضحة، فلا بد من انتهاء حكم الأمويين و زوال ظلمهم، و التحول آت بكل الأحوال، و قد رأى الإمام الصادق مبلغ الاستجابة للدعوة، و تعاطف الناس مع الثورة، و الكل في عينيه مرأى مظالم آل محمد، و مناظر المصائب و المآسي التي حلت بهم على يد الأمويين، فراح الناس يؤيدون الثوار. بيد أن علم الإمامة قد عين هذه الفترات، و قسّم هذه الأدوار. فليس الأمر كما يظن ذوو الأنظار القصيرة من الناس مهما اتسعت تجاربهم و نمت مداركهم، كما أن الثورة ضمت في تنظيماتها عناصر بعيدة كل البعد عن الأهداف التي من أجلها نظمت الدعوة، و أعلنت الثورة، و قد تستّر وراءها كثير من النزعات المختلفة و الآراء المنحرفة، و هتافاتهم للرضا من آل محمد لم تدفع به إلى تعريض المجتمع الديني لخطر السياسة الغاشمة، فقد كان أبعد نظرا مما يرى في النتائج، فهو ينظر بالفكر الثاقب و النظر الدقيق المسدّد من اللّه تعالى لعواقب الأمور، و العلم الشامل، و مراعاة المصلحة العامة، و السير وفق الخطط المحكمة و الآراء السديدة في تقدير الظروف و مناسباتها.

و هو رأس الأمة و إمام الناس و زعيم العلويين، يرى آيات رعاية اللّه، و يلمس وجوه كلاءته له، ليسلّمه من بطش الطغاة و محاولات الظالمين. عليه دور القيادة، و توجيه دفة السفينة، و ليس العكس.

و هو (عليه السلام) لم يندفع وراء تيار الأقوال البرّاقة، و لم يجر في ميدان السياسة و مخاتلتها، و قد حاول الكثير من أتباعه و غيرهم و خلّص أصحابه و المنتمين إليه أن يثيروا عواطفه عند ما استعرت نار الثورة في البلاد الإسلامية، و انتشرت تلك الشعارات التي تدعو للرضا من آل محمد.

و سعى بعضهم بكل جهده إلى أن يحمل الإمام و أنصاره على الثورة، و لكنهم كانوا ينظرون إلى الأمور نظرة سطحية، فتغلب عليهم سلامة النيّة و سرعة التصديق بالأمور الظاهرة كبشر يحكمهم الواقع و التأثر بمجريات الأحداث، و ليس كما يرى الإمام‌

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 238
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست