responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 235

قال يحيى: فاستعظمت ذلك، و قمت فرأيت في جانب المسجد شيخا يصلّي إلى سارية و هو حسن السمت و الصلاة و الهيئة، فقلت له: يا شيخ، أنا رجل من أهل العراق جلست إلى تلك الحلقة ثم قصصت عليه القصة، فقال الشيخ: في هذا المسجد عجائب، بلغني أن بعضهم يطعن على أبي محمد الحجّاج بن يوسف.

فعلي بن أبي طالب من هو؟) [1].

و إذا كان لنا من تعليق على هذه الحادثة، فهو لا يتعدى الصمت الذي يكشف ما فعلته السلطة، و مبلغ الجهل و العداء التي جنّدت له أجهزتها للنيل من الإمام علي (عليه السلام)، حيث لم يكن الأمر مقصورا على ضرب القوى التي يدفعها إيمانها إلى الوقوف بوجه الظلم، بل راح الأمويون خلال ذلك يذهبون إلى ارتكاب الجرائم و خلق الأهوال. و لقد عانى الناس الضيم و العوز، إذ عملوا على زيادة الخراج، و اتباع الطرق الظالمة، و أخذ الجزية ممن لا تجب عليهم الجزية.

لقد كان الأمويون يرون في العلويين منافسين أقوياء لهم، يستأثرون بقلوب الناس و حبّهم، و قد حاول جهازهم الديني و التشريعي و الجنائي أن يعمل على إضفاء صفة التكامل و النضوج و القسوة على الحكم الأموي دون هوادة و بمختلف الأساليب.

و كان العلويون- عبر نشاطهم العلمي و موقعهم الديني- يتوغّلون في نفوس الناس، و تنشدّ إليهم الجموع، و تدين لهم بالولاء، إذ تمتعوا بقوة دون دولة، و عاشوا في منعة دون عنف؛ بل كان سلاحهم الإيمان، و درعهم التقوى، و رغم انتهاء السلطة إلى الأمويين و تمتعهم بالقوة، لم يستطيعوا أن يغيّروا من الموقع الذي يحتله العلويون في نفوس الناس، فكانت حركاتهم و ثوراتهم المستمرة- رغم نهاياتها المفجعة- تزيد من تقرّب الناس إليهم، و دنو المسلمين منهم.

نظرة إلى حوادث عصره‌

: و لا بد للباحث عن حياة الإمام الصادق من مواجهة عدة مشاكل تعترض سير البحث و تقف في طريق المؤرخ لحياة هذا الإمام العظيم.

و هي مشاكل كثيرة متشابكة، تكتنف البحث و تحيط بالموضوع، كما أن هناك‌


[1] المدخل إلى مذهب أحمد بن حنبل ص 5.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 235
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست