responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 214

التاريخي، على أن مشكلة خلق القرآن و قيام المأمون بإلزام الفقهاء في ذلك أوجد مشكلة كلامية تحتاج إلى دراسة واسعة في علم الكلام، و بيان الكلام النفساني، و تعلّقه بالذات.

كما أن الأسباب التي دعت المأمون إلى هذا الإلزام، و حملته على نشر ذلك بالقوة كذلك تحتاج إلى دراسة واسعة.

ثم القول بخلق القرآن، هل هو الإحداث، و لا شك أنه محدث، أم أرادوا الخلقة أو التكوين الحادث للكلام و هو من صفات اللّه، و إن صفاته عين ذاته، و قد عرضناها في هذا الجزء بقدر ما تقتضيه ضرورة البحث.

و غير بعيد أن الحنابلة قد أوهموا على الناس في هذه المسألة، و جعلوها في قالب آخر، و أوردوها لهم بصورة ينكرها الجميع، و ذلك بتفسيرهم المخلوق بالمكذوب. فقد ورد في كثير من أقوال العرب اختلق كذا أي كذب فيه. و قد ورد عن الخليل بن أحمد- صاحب كتاب العين- أنه كان يمنع أن يوصف الكلام بالمخلوق و يقول: إن الكلام متى وصف بالخلق فالقصد به الكذب، و لهذا يقال:

كلام خلقه فلان أي تقوّله- و قد مر بنا ذلك سابقا-.

و في أيام المحنة أن بعض الفقهاء لما سئل في القرآن قال: أصفه بأنه محدث، و لا أقول بأنه مخلوق لقوله تعالى: ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ‌.

فمعنى أنه مخلوق أي مكذوب و هو غير منزل. و غير بعيد على قوة دعاية الحنابلة و تغلغلهم في المجتمع أنهم أفهموا الناس بأن المعتزلة يذهبون إلى خلق القرآن أي إلى عدم كونه منزلا من اللّه سبحانه و تعالى. و بهذا هبّت عواصف الغضب على المعتزلة، و انتصر عليهم المحدّثون.

كما لا أستبعد أن أكثر الحنابلة- الذين يقومون بنشر هذه الدعاية- لا يفهمون إلّا المعنى اللغوي، و هو أن المخلوق هو المكذوب، و لم يذهبوا مذهب المعتزلة في الكلام و ما هو معنى ذلك.

و كيف يستبعد انتشار أمثال هذه الدعاية في عصر انتشر فيه الجهل و الجمود الفكري، و أصبح الناس يسير أكثرهم وراء عاطفة عمياء لا يميز بين الحق و الباطل،

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 214
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست