responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 215

و لكن هلم فاعجب من رجل يدّعي الإمام بالتاريخ، و كلّف نفسه كتابة التاريخ الإسلامي، و لكنه محى أكثر مما كتب، و أفسد أشياء كثيرة، و عقد مسائل واضحة.

هذا الرجل هو جرجي زيدان، يعيش في القرن العشرين، و لكنه يعيش في عقلية قرون الجهل و الجمود، فهو يذكر لنا في تاريخه الذي أسماه (التمدن الإسلامي) 3/ 141 ط 1 أن المأمون تمسّك بمذهب الاعتزال، و قرّب إليه أشياخه، و صرح بأقوال لم يقو هؤلاء على التصريح بها خوفا من غضب الفقهاء، و في جملتها القول بخلق القرآن، أي أنه غير منزل.

فأنت ترى أن جرجي زيدان ينسب للمعتزلة إنكار نزول القرآن، و هذا كفر محض، و هو افتراء محض ناشئ من سوء الفهم، و عدم الإلمام بأطراف المسألة، و جهل بالمسائل الكلامية.

و لا نودّ هنا أن نقف مع مؤلف التمدّن الإسلامي فنكشف أخطاءه المتعمدة و غيرها. فنحن قد سجلنا عليه الكثير من ذلك، و يكفي هنا تغييره لهذه المسألة، و تحويلها من الصراع الفكري الحاد إلى جمود لا يتعدى الخلاف بمفهوم اللفظ اللغوي الذي يجعل المسألة من أبسط المسائل و أوضحها. و إن إطلاق المخلوق على المكذوب أمر لا يحتاج إلى أبحاث علمية و منازعات كلامية بين المعتزلة و المحدثين.

و كما قلنا إن الحنابلة قد انتصروا على خصومهم بما كان لكلمة مخلوق من دلالة، و هي أنه مكذوب. و بهذا استطاعوا أن يحرّكوا شعور المجتمع ضدّهم. و لكن قوة الحكم و عنف المؤاخذة و حمل الناس قسرا على القول بخلق القرآن جعل للمعتزلة قوة يتحصّنون بها. حتى إذا حان الوقت، و زال ذلك الحكم، و تبدّل وضع الدولة؛ فشل المعتزلة فشلا ذريعا، و نالهم الأذى، و نسب الناس إليهم كل قبيح. و كان لثبات أحمد، و للظروف التي ساعدته على ذلك أثر في طلوع نجمه، بعد أن أفل نجم المعتزلة بقيام المتوكل العباسي، و رفعه للمحنة. و لعل من هذا الفهم لكلمة مخلوق، و اتهام المعتزلة بأنهم ينفون وجوده و تنزيله، كان للمتوكل شأن بين المحدّثين، فجمع العلماء من الفقهاء و المحدثين و كان فيهم- كما مر بنا- مصعب الزبيري، و إسحاق بن أبي إسرائيل، و إبراهيم الهروي، و عبد اللّه و عثمان ابنا أبي شيبة، فقسمت بينهم الجوائز، و أجريت عليهم الأرزاق، و أمرهم المتوكل أن يجلسوا للناس، و أن يحدّثوا

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 215
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست