responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 212

إلى صنعاء نسمع منه. فوردنا مكة، و طفنا طواف الورود، فإذا عبد الرزاق في الطواف يطوف، فطاف و خرج إلى المقام فصلى ركعتين و جلس، فتممنا طوافنا أنا و أحمد و جئنا و عبد الرزاق جالس عند المقام، فقلت لأحمد: هذا عبد الرزاق قد أراحك اللّه من مسيرة شهر ذاهبا و جائيا و من النفقة. فقال: ما كان اللّه يراني و قد نويت له نية أفسدها و لا أتمها [1].

توفي عبد الرزاق سنة 211 ه و لذلك ترى أن في مسنده أحاديث تشتمل على فضائل أهل البيت. يقول الأستاذ محمد رجب البيومي في كتابه (ابن حنبل): (و قد لحظ بعض كتّاب المغرب أن في مسند أحمد ما يدل على شجاعته الأدبية، فقد ذكر أحاديث تشتمل على فضائل علي و آل بيته مما لا نجد نظيرها في صحيح البخاري، و ذلك في عصر يضطهد العلويين و يناوئهم، و يقف بالمرصاد لمن ينسب إليهم بعض الخير في قليل أو كثير ...) و معلوم أن المسند روي عن أولاده و أصحابه، و جمع من قبلهم.

و صفوة القول، أن أحمد في سعيه و طلبه للحديث و العلم اتصل بالشيعة، و تتلمذ على رجالهم. و إن كانت هذه العبارة لا تغني عن نتائج البحث و التعمّق في حياته، و قد اكتفينا بهذا القدر.

خاتمة و خلاصة

رأينا أحمد في حياته، و رافقناه في محنته‌ [2] و ذكرنا بعضا من أخباره و سيرته، و اتضح لنا نهجه و منحاه العلمي، و أن كثيرا من أخباره و ما تتضمن صور عظمته كانت من إغراق الحنابلة في مدحه، لأن أكثر ما أوردوه في ذلك هو من وحي الخيال و بدافع التعصب، و قد نوّهنا بالمنامات و غيرها و التي يقصد الحنابلة في كثير منها ليس إلى رفع منزلة أحمد و تهويل مكانته فحسب؛ بل و إلى خدمة معتقداتهم في التجسيم. نورد لك منها زيادة، فقد اشتهر عن أحمد الجهر بالرؤية حتى ينقطع نفسه، و الإصرار على ذلك. و راح أحمد يعضّد الرؤية في الآخرة برؤيا له إذ قال أحمد: رأيت اللّه عز و جل‌


[1] الطبقات 1/ 175.

[2] راجع الجزء الرابع من «الإمام الصادق و المذاهب الأربعة».

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 212
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست