responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 210

من هذا الطاغي، أو عامل بما دعا إليه من الطاعة التي يبرّرها لنفسه. فعبد اللّه بن أحمد يسأل أباه: يا أبي، ما تقول في التفضيل؟ فيقول: في الخلافة أبو بكر و عمر و عثمان. فيقول عبد اللّه: فعلي بن أبي طالب؟ فيقول أحمد: يا بني، علي بن أبي طالب من أهل بيت لا يقاس بهم أحد [1]. و لعلنا لو ناقشناه لقال: ذلك ما علمته من السلف في التفضيل، و أما القول الآخر فهو ما يقتضيه الحق. و عن عبد اللّه أيضا قال: كنت بين يدي أبي جالسا ذات يوم، فجاءت طائفة من الكرخية، فذكروا خلافة أبي بكر و خلافة عمر و خلافة عثمان فأكثروا، و ذكروا خلافة علي بن أبي طالب فزادوا و أطالوا، فرفع أبي رأسه إليهم فقال: يا هؤلاء قد أكثرتم القول في علي و الخلافة، إن الخلافة لم تزيّن علي، بل عليّ زيّنها [2]. و للعلّامة المعتزلي ابن أبي الحديد قول في ذلك فيقول: و هذا الكلام دال بفحواه و مفهومه: أن غيره ازدان بالخلافة و تممت نقيصته، و إن عليا لم يكن فيه نقص يحتاج إلى أن يتمم بالخلافة، و الخلافة ذات نقص في نفسها، فتمم نقصها في ولايته إياها ...

ثم لا نعدم أن نرى أقوالا تومئ إلى ردّه على زمرة المتوكل و النواصب كقوله:

من لم يثبت الإمامة لعلي فهو أضلّ من حمار [3].

و على ذلك، فإن تهمة إيواء العلوي لها مغزى كبير إن لم تكن حقيقة واقعة، و نحن بذلك لا نريد تحويل صورة أحمد، أو نرمي إلى إخراجه مما هو فيه؟ بل إن الموقف من العلويين هو المعيار الثابت لمن كان مثله في الزهد و التديّن.

و ابن حنبل لم يكن منقطعا عن الشيعة، بل كان على صلة مع رجالهم رغم الإجراءات التي اتخذها المتوكل في تتبع الشيعة. و ربما وجّه بعض المخلصين للإمام أحمد لوما شديدا على اتصاله بمن عرف في التشيع، فكان جوابه: سبحان اللّه، رجل أحبّ قوما من أهل بيت النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) نقول له لا تحبهم؟ هو ثقة [4].

كما أنه أخذ العلم عن كثير من رجال الشيعة و كانوا من شيوخه، و قد ذكرهم ابن‌


[1] المناقب 163.

[2] المصدر السابق.

[3] المناقب أيضا.

[4] تاريخ بغداد 10/ 261.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 210
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست