responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 209

موقفا يليق برجل في منزلته. و بتأثير هذا الموقف راحت توجه الأسئلة إليه: هل يلعن يزيد؟ فقد تظافرت أراؤه السابقة في إطاعة الحكام و عدم الخروج عليهم مع صمته على التجرؤ على مثل هذه الأسئلة. و أغلب الروايات أنه كان يجيب بلعن يزيد، و يقول:

كيف لا ألعنه من لعنه اللّه في ثلاث آيات من كتابه العزيز في الرعد و القتال و الأحزاب.

و أحمد بن حنبل مبالغ في تقرير شرف الصحبة، فيرى أن الصحابي هو كل من صحب الرسول (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) سنة أو شهرا أو يوما أو ساعة أو رآه فهو من أصحابه. و هو ما يتّفق مع نزعته في تقديس السلف، و ميله إلى الأخذ بما عدّ من الأثر، و المشهور الذي تعاهده حكام بني أمية و بني العباس بالرعاية و الحماية و الترغيب في الوضع و الانتحال.

فكان على عهد معاوية الحديث: أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم. و هنا على رأي أحمد، و عملا بهذا الحديث فإن معاوية صحابي و إمام من أولئك الذين يعنيهم في السمع و الطاعة.

و في عهد بني العباس كانوا يجعلون المحدّثين يقولون: معاوية بن أبي سفيان ستر أصحاب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) فإذا كشف الرجل الستر اجترئ على ما ورائه‌ [1]. و اللّه أعلم بدوافع قول أحمد: خير هذه الأمة بعد نبيها أبي بكر الصديق، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان. و يتوقف، ثم يجعل الإمام علي ضمن أصحاب الشورى: الزبير و طلحة و عبد الرحمن بن عوف و سعد [2].

و يرى الشيخ محمد أبو زهرة أن أحمد في ذلك يقف موقفا وسطا بين أبي حنيفة و مالك (فأبو حنيفة في رواية صحيحة عنه يفضّل عليا على عثمان رضي اللّه عنه ...

و مالك يعدّ السبق في ثلاثة: أبي بكر و عمر و عثمان، ثم يذكر أن بعدّ ذلك يستوي الناس، أما أحمد فإنه لا يعدّ سيف الإسلام في سائر الناس، بل يجعله في أصحاب الشورى الخمسة بعد رفع عثمان رضي اللّه عنه، و الناس بعد ذلك دونهم على مراتب) [3].

و نحن نرى باعتماد الأقوال الأخرى لأحمد أن أحمد واقع تحت تأثير الخوف من المتوكل الذي كان من أشدّ النواصب و المعادين للإمام علي و آل بيته، و هو مشفق‌


[1] تاريخ بغداد ج 1 ص 209.

[2] ابن حنبل ص 147.

[3] ابن حنبل ص 147.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 209
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست