نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 4 صفحه : 208
به حتى تركه، و يعقّب الخطيب البغدادي: إنما أمر المتوكل بضربه لأنه ظنه رافضيا، فلما علم أنه من أهل السنة تركه!! و أصاب أهل البيت في ظل المتوكل محنة قاسية و بلاء عظيم، و كان الإمام علي الهادي يقيم في المدينة، و يقوم مقام الإمامة و حوله شيعته و أصحابه. فكتب عبد اللّه بن محمد بن داود العباسي إلى المتوكل عن حاله.
فكتب المتوكل إلى الإمام الهادي بالشخوص من المدينة، فشخصه عبد اللّه بن محمد بن داود و معه يحيى بن هرثمة، و قد اضطر إسحاق بن إبراهيم أن يدخله إلى بغداد في الليل لمّا رأى تشوّق الناس إليه و اجتماعهم لرؤيته، فأقام إلى الليل، و دخل به في الليل، فأقام ببغداد بعض تلك الليلة، ثم نفذ إلى سرّ من رأى [1]. ثم كان من المتوكل في الإساءة إلى الإمام الهادي ما تجاوز به كل حدّ الأدب و اللياقة.
و شارك المتوكل يزيد بن معاوية في جريمته النكراء التي سوّدت وجوه بني أمية و من والاهم إلى يوم الدين، فأمر المتوكل سنة 236 ه بهدم قبر أبي الأحرار الإمام الحسين (عليه السلام) و محو أرضه و إزالة أثره، و أن يعاقب كل من وجد به.
و لا نعقّب بشيء آخر، فلا مزيد لمستزيد أمام ما تصرخ به شواهد سيرته و أفعاله.
يقول الأستاذ حسن خليفة: و قد كان قاسي القلب، ظالما، حتى أطلق عليه المؤرّخون اسم (نيرون المسلمين) [2].
أحمد و الشيعة
: كان أحمد في كلّ ما يعرض له من المسائل يتوجّس من القول فيها، سواء كانت في مسائل واقعة تدخل في الخلاف، أو مسائل عامة تمسّ المعاملات و الحياة، حتى قلنا إنه يعاني من هاجس يعبّر عنه هو: العلم الذي علمه، أو المذاهب التي أدرك أصحابها و حدّث بها. مما جعله في كثير من الأمور يغمض في الجواب، و يبعد كثيرا عن القطع و الجزم. و قد أسهمت خشيته من السلطان في إضعاف الأحكام التي تترتب على أفعال المتوكل، كإقدامه على حرث قبر الإمام الحسين (عليه السلام). فلم نعلم له