responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 207

يفرض لنفسه فرضا يركبون بركوبه، و يتصرّفون في أموره. ففرض أربعمائة غلام مردا اختارهم حسان الوجوه، فافتضح بهم.

قال عبد اللّه بن أحمد بن حنبل: ذكر يحيى بن أكثم عند أبي فقال: ما عرفت فيه بدعة. فبلغت يحيى فقال: صدق أبو عبد اللّه، ما عرفني ببدعة قط. قال: و ذكر ما يرميه الناس به فقال: سبحان اللّه! سبحان اللّه، و من يقول هذا؟ و أنكر ذلك أحمد إنكارا شديدا [1].

و على شاكلة يحيى بن أكثم كانت دفّة حكم المتوكل، فلم يكن في وزرائه و المتقدّمين من كتّابه و قوّاده من يوصف بجود و لا إفضال، أو يتعالى عن مجون و طرب.

يظهر لنا من ذلك أن صفة إحياء السنة التي تعني الالتزام بأهداب الدين و محاربة الخروج عن أصول الإسلام تخفي تحتها واقعا سيئا كأي حاكم آخر ممن تستروا بالدين و اتخذوا شعائر الإسلام غطاء لجرائمهم. و هذا الواقع بعيد عن أنظار العامة، فهم في انفعال لا يكاد يخفّ حتى يشتدّ، و انقيادهم إلى الذين أطلقوا هذه الصفة انقياد أعمى، حتى كأن العامة تنظر و تنطق بأنظار و ألسنة النابهين في تلك الفترة و المتزعمين الذين راحوا يكيلون المدائح للمنقذ المتوكل، و يشيعون الأخبار و المنامات عن جزائه عند اللّه، و مكانته في الدين، فتأخذ سياسته على أنها السنّة، و يحسب كل ما يصدر عنه من الدين و التقوى، و كان من سمات حكمه الغالبة عداؤه الشديد لآل علي، و نقمته الشديدة على الشيعة، و من سوء حظ الأمة أن يتاح للحكام مثل هذه الأدوار ليؤثروا في العامة بصفاتهم الدينية، و هم في غفلة عن حقيقة و دوافع من يحكمهم، لأن الوسطاء الذين يقومون بذلك يحجبون بمكاناتهم و منازلهم الدينية الحقيقية، و لا يرغبون في خروج العامة عن أغراضهم.

حدّث نصر بن علي الجهضمي بحديث: أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) أخذ بيد حسن و حسين فقال: «من أحبني و أحب هذين و أباهما و أمهما؛ كان معي في درجتي يوم القيامة» فأمر المتوكل بضربه ألف سوط، فكلّموه بأن الرجل من أهل السنة، و لم يزالوا


[1] الطبقات: 1/ 412.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست