responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 143

مضطرب حمل بعض الاتباع على أن يضعوا الأخبار، و يختلفوا الحكايات. بل وضعوا كتبا مطولة لإعلاء شأنه. مما أدى بالباحث عنه أن يجد الصعوبة في بحثه عن الحقيقة الكامنة وراء أكداس من الدعايات. فإذا أردنا الوقوف على حقيقة ما يدّعى له من سعة العلم، و أن الناس عيال عليه، و إنه وضع سبعين ألف مسألة في الفقه، فإنّا نجد أقرانه و معاصريه لم يعرفوا عنه ذلك، كما أن تلامذته و المنتسبين لمدرسته قد خالفوه في كثير من الآراء، و ردّوا الكثير من أقواله. و أقوالهم في جميع الأبواب الفقهية إلى جنب أقواله. فمرة يتّفقون معه، و مرة يخالفونه. و قد بيّنا منزلته في الحديث، و ما قالوه عنه: بأنه لم يكن صاحب حديث بل قيّاسا. و أنه لم يعرف إلا سبعة أحاديث. و قد وجدنا أكثر الرواة و المحدّثين لم يرووا عنه، و ضعّفه البخاري‌ [1] و ترك حديثه، و كذلك بقية أصحاب الصحاح الستة. و قال يحيى بن معين: لم يكن أبو حنيفة صاحب حديث. و قد مرّت الأقوال في ذلك. و نحن لا نذهب لتأييدها، لأنها كانت مصوغة بقالب التحامل عليه.

لقد كان أبو حنيفة حريصا على طلب العلم، عرف بقدرته على المناظرة و ذكائه و نباهته، و كان محمد يختلف إلى الإمام الصادق (عليه السلام) و يسأله عن كثير من المسائل مع أدب و احترام، و لا يخاطبه إلا بقوله: جعلت فداك يا ابن رسول اللّه. و قد روى أبو حنيفة عن الإمام الصادق. و كان الإمام الصادق ينهاه عن القياس، و يشدّد الإنكار عليه و يقول: «بلغني أنك تقيس الدين برأيك، لا تفعل فإن أول من قاس إبليس».

و قد علم الإمام الصادق صفات أبي حنيفة و قدراته، فكان (عليه السلام) يوجّه إليه المسائل التي تتفق مع ما عرف عن أبي حنيفة من الذكاء. قال له الإمام (عليه السلام): «يا أبا حنيفة ما تقول في محرم كسر رباعية ظبي؟ قال: يا ابن رسول اللّه ما أعلم فيه. فقال:

أنت تتداهى و لا تعلم أن الظبي لا يكون له رباعية، و هو ثني أبدا» [2].


[1] كان طعن البخاري في أبي حنيفة في كتابه الضعفاء لا يقل نقمة و سخطا عن منهج الخطيب البغدادي على قلة العبارة و موجز القول. و قد كان النسائي في كتابه الموسوم بالضعفاء و المتروكين أقل سخطا.

[2] المصايد و المطارد لكشاجم ص 202. و وفيات الأعيان ج 1 ص 212. و مرآة الجنان ج 1 ص 305.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 143
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست