responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 142

أيا قادحا في العلم زند عمائه* * * رويدا بما تبدي به و تعيد

جعلت شياطين الحديث مريدة* * * ألا إن شيطان الخلال مريد

و جرّحت بالتكذيب من كان صادقا* * * فقولك مردود و أنت عنيد

و مهما كان الشعر في معركة الرأي و الحديث فإنه لا يبلغ في تأثيره و فعله ما يصدره أصحاب الحديث أنفسهم و الذين يتصدّون للردّ على أهل العراق و إعلان سخطهم على أبي حنيفة لأنه يتزعم حركة القياس بإزائهم.

و قد أجحف خصومه في نقده و التحامل عليه و الطعن في معتقده حتى قالوا عنه: إنه استتيب من الكفر مرتين‌ [1]. و إنه إذا جاء الحديث عن النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) فيخالفه إلى غيره‌ [2] و قد خالف مائتي حديث عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم)[3].

و قد حددوا كفره بالقرآن بآيتين، كما ورد عن شريك أنه قال: كفر أبو حنيفة بآيتين من كتاب اللّه ... [4].

و قد جعلوا وجوده ضررا على الإسلام، و بقاءه هدما للدين و فتكا بالمسلمين، لأنه يهدم الإسلام عروة عروة، و أنه شر مولود ولد في الإسلام‌ [5].

و قد أورد الخطيب في تاريخه، و ابن عبد البرّ في انتقائه أقوالا كثيرة أطلقها خصومه، و شاعت في أندية المجتمع، حتى بلغت إلى المنامات و الأطياف، إذ كان لها سوق رائج في عصور التطاحن المذهبي، و لا أرى داعيا لاستعراض تلك الأقوال مناقشا لها أو مؤيدا. و سنعاود بحث أمرها في الجزء الثامن.

و على أي حال، فقد دلنا التتبع على أن شخصية أبي حنيفة لمعت بعد أن رسخت قدم تلامذته في الدولة، و أصبح لهم النفوذ التام عند ما ارتبطوا ارتباطا وثيقا بسياستها، و كان فيهم القضاة و ذوو النفوذ، فانتشر المذهب المنسوب إليه، و اتسعت مدرسته بقوة تلامذته، و قد أدت عوامل التضارب و شدة الخلافات إلى إيجاد جو


[1] الانتقاء لابن عبد البر ص 150.

[2] مختلف تأويل، الحديث ص 63.

[3] ابن عبد البر، الانتقاء ص 150.

[4] الخطيب، تاريخ بغداد ج 13 ص 372.

[5] الانتقاء ص 150.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست