نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 4 صفحه : 137
الأذى في نفوس المؤمنين [1]. و كان أبو حنيفة لا يرى أن يروى الحديث إلا ما حفظه عن الذي سمعه منه، و هي رواية أبو يوسف. أما رواية أبو حمزة فبعضها: سمعت أبا حنيفة يقول: إذا جاء الحديث الصحيح الإسناد عن النبي (عليه السلام) أخذنا به، و إذا جاء عن الصحابة تخيرنا، و إن جاء عن التابعين زاحمناهم و لم نخرج عن قولهم. و في أخرى: و ما جاءنا عن أصحابه رحمهم اللّه اخترنا منه و لم نخرج عن قولهم، و ما جاء عن التابعين فهم رجال و نحن رجال [2]. و الأخيرة أقرب إلى حقيقة موقف أبي حنيفة و أخذه بالرأي.
و قد توافر لمدرسة أبي حنيفة أنصار عملوا بالرأي و أخذوا بالقياس، و أعلنوا اختلافهم عن أهل الحديث. فاشتهرت مدرسة الرأي، و ارتبطت باسمه و تزعّم تيارها.
و لأن تلامذة أبي حنيفة و أنصاره كانوا من النشاط و الفعالية بالدرجة الملحوظة؛ فقد استقرت مدرسة الرأي و انتشرت في العراق.
و هناك خلاف حول الشخص الذي أرسى دعائم مدرسة الرأي و أعلى بنيانها؟
هل هو إبراهيم، أم حمّاد؟ و يذهب بعضهم إلى القول بأن مؤسسها هو الخليفة عمر بن الخطاب. فيقول أحمد أمين: و كان حامل لواء هذه المدرسة عمر بن الخطاب، و أشهر من سار على طريقته عبد اللّه بن مسعود في العراق، فكان يتعشّق عمر و يتعجب بآرائه. و جاء في أعلام الموقعين: أن ابن مسعود كان لا يكاد يخالف عمرا في شيء من مذاهبه.
و قد انطوى عهد عمر إلى أبي موسى عبد اللّه بن قيس الأشعري على إشارات تحضّ على القياس عند ما قال: الفهم الفهم فيما تلجلج في صدرك مما ليس في كتاب و لا سنّة، ثم أعرف الأشباه و الأمثال، و قس الأمور عند ذلك، و أعمد إلى أشبهها بالحق.
[1] نضرب مثلا بأبي البختري و غيره ممن جاء بعده في مسألة إقبال خلفاء بني العباس على تطيير الحمام.
دخل أبو البحتري على هارون و هو يطير الحمام، فقال له: تحفظ في هذا شيئا؟ فقال: حدثني هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة: أن النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) كان يطير الحمام. و يأتي غيره فيضع بلا حياء حديثا على لسان النبي الأعظم بإضافة «جناح» إلى حديثه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم): لا سبق إلا في خف أو حافر. ليرضي خليفة آخر من بني العباس.