responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 108

بساط الأنس بالمحبوب مع أداء أوامره و اجتناب نواهيه وصل إلى روح المناجاة و القرب. و مثال هذه الأصول الثلاثة كالحرم و المسجد و الكعبة، فمن دخل الحرم أمن من الخلق، و من دخل المسجد أمنت جوارحه أن يستعملها في المعصية، و من دخل الكعبة أمن قلبه من أن يشغل بغير ذكر اللّه» [1].

كان الصادق (عليه السلام) في مركزه الديني و مكانته العلمية، يتصدى لمهمات القيادة الروحية، و يضع لأصحابه الإمارات التي يميزون بها في خضم ذلك المعترك. من أقبل على نهجه بإخلاص، و يطلب من أصحاب البحث عن الصفات بطريق العمل و الالتزام بين صفوف شيعته فيقول (عليه السلام):

«امتحنوا شيعتنا عند ثلاث: عند مواقيت الصلوات كيف محافظتهم عليها، و عند أسرارهم كيف حفظهم لها من عدوّنا، و إلى أموالهم كيف مواساتهم لإخوانهم بها».

الأمر الثاني: [الزهد]

الذي راح الصوفية ينهلون منه ما يشاؤون، و يضعونه في أوعية خاصة بهم من شأنها أن تحوّل طعم المحتوى، و تغيّر لونه هو: الزهد.

و للعلماء في حقيقة الزهد اختلاف كبير، فكيف إذا كان الأمر يتعلق بالخرقة و الطريقة، فلا بد أن يؤخذ الظاهر الذي يعضد الأقوال أو يدعّم الأسس. و نحن هنا نعرض القليل القليل مما يتحاشاه الذين يسوؤهم ذكر الحقيقة على حالها.

فالإمام علي أمير المؤمنين (عليه السلام) في حياته الشريفة و سيرته الطاهرة، قد أخذ منذ آلت إليه الخلافة و انتهى إليه الحكم بجعل فترة إمامته فترة تتولى معالجة آثار التطورات الماضية، و تتجه إلى المستقبل لأحكام الصلة بين عهد الرسالة و حياة النبي محمد (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) بإشراقهما و نورهما، و بين أسس سياسته، حتى تهدأ النفوس و تستقر على الهدى، و لو لا فترة حكمه و تطبيقات إمامته لكانت عودة الجاهلية و أحقاد المشركين بأعنف مما كانت عليه، و لما راعت أحدا من أهل الإسلام، و لذلك فإن الإمام عليا في سلوكه لم يدع إلى ابتعاد عن الحياة، و لا إلى انغلاق. و إنما هو المكلف بحفظ السنّة على أصولها، و إبقاء الشريعة على مقاصدها.


[1] الاثني عشرية في المواعظ العددية للعيناثي ص 72.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست