responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 109

عن أنس قال: جاء ثلاثة رهط إلى أزواج النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) يسألون عن عبادة النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) فلما أخبروا بها كأنهم تقالوها، فقالوا: أين نحن من النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) و قد غفر اللّه له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر؟ فقال أحدهم: أمّا أنا فأصلي الليل أبدا. و قال الآخر:

أنا أصوم النهار و لا أفطر. و قال الآخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا. فجاء النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) فقال: «أنتم الذين قلتم كذا و كذا؟ أما و اللّه إني لأخشاكم للّه، و أتقاكم له، و لكنّي أصوم و أفطر، و أصلي و أرقد، و أتزوّج النساء. فمن رغب عن سنّتي فليس مني».

و ما يبنى عليه من مظاهر سيرة الإمام علي (عليه السلام) لدى الصوفية، و خاصة في القرن الثاني الهجري، و بدايات اتساع طرقها و شيوع تعاليمها، يغفل المقاصد الحقيقية التي تكمن في كل ناحية من حياة الإمام علي (عليه السلام) و تتعلق بما ينسجم مع نزعتها.

فإذا قيل: إن الإمام عليا كان يلبس إزارا خلقا مرقوعا، فذلك نصف الحقيقة، لأن تصرف الإمام و جوانب سيرته، تظهر فلسفتها في أقواله. فعند ما قيل له في ذلك الإزار، قال (عليه السلام): «يخشع له القلب، و تذلّ به النفس، و يقتدي به المؤمنون».

و قوله (عليه السلام): «... إن اللّه تعالى فرض على أئمة الحقّ أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس كيلا يتبيغ بالفقير فقره» أي يجب على الإمام العادل أن يشبّه نفسه في لباسه و طعامه بضعفة الناس، لكيلا يهلك الفقراء من الناس، فإنهم إذا رأوا إمامهم بتلك الهيئة و بذلك المطعم، كان ادعى لهم إلى سلوان لذّات الدنيا، و الصبر عن شهوات النفوس.

و من أحكام القرآن يتخذ الإمام (عليه السلام) سياسته الاجتماعية و الاقتصادية و يقول:

«إن اللّه سبحانه فرض في أموال الأغنياء أقوات الفقراء، فما جاع فقير، إلا بما متّع به غني، و اللّه تعالى سائلهم عن ذلك».

و في ثنايا أقواله المأثورة، نجد تناوله للفقر من نواحي عديدة، أولها: الناحية الدينية، ثم وجوده الاجتماعي، و يجعل (عليه السلام) من الفقر إلى اللّه أصلا، ثم يعرض جوانب الفقر الأخرى، و في نهجه ما يغني و ما لا يحاط به بمثل هذا العرض الموجز.

و لكن من المهم القول، أن حياة الإمام علي من زاوية التصوف، ينظر إليها بأكثر من زاوية، أهمها جميعا ما يأخذ بالظاهر و يتشبث بإبقاء الصفات و الصلة إلى الحد الذي يضع على لسانه تعريفا للتصوف، ليس فيه أي صفة أو علامة من صفات أو علامات‌

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست