responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 107

و أما حقيقة المحبة فمحال إلا مع الجنس و المثل. و لما أنكروا المحبة أنكروا الأنس و الشوق و لذة المناجاة و سائر لوازم الحب و توابعه، و يدل على فساد هذا القول، مضافا إلى ما ذكر، إجماع الأمة على كون الحب للّه و لرسوله فرضا، و ما ورد في الآيات و الأخبار و الآثار من الأمر به و المدح عليه و اتصاف الأنبياء و الأولياء به).

انتهى.

قال الإمام الصادق (عليه السلام): «حب اللّه، إذا أضاء على سرّ عبد أخلاه عن كل شاغل و كل ذكر سوى اللّه، و المحب أخلص الناس سرّا للّه، و أصدقهم قولا، و أوفاهم عهدا، و أزكاهم عملا، و أصفاهم ذكرا، و أعبدهم نفسا، تتباهى الملائكة عند مناجاته، و تفتخر برؤيته، و به يعمر اللّه بلاده، و بكرامته يكرم اللّه عباده، و يعطيهم إذا سألوه بحقه، و يدفع عنهم البلايا برحمته، و لو علم الخلق ما محله عند اللّه و منزلته لديه، ما تقربوا إلى اللّه إلا بتراب قدميه».

و قوله (عليه السلام) يعطينا صورة واضحة عن منهجه في الدعوة إلى التمسك بالدين، و الانصراف لمرضاة اللّه، في وسط تلك المعتركات و المحن التي تشهدها الأمة على أيدي المتسلطين، الذين يتخذون من دين اللّه ستارا لأغراضهم و أطماعهم، فاختط لنفسه و لمريديه طريق الإخلاص للّه، و التقرّب منه، الذي يبعث في النفوس الطمأنينة. و يحيي الأمل بعد تلك النكبات و الفواجع التي ألمّت بأهل البيت الكرام (صلوات اللّه عليهم)، و امتدت إلى المؤمنين من أتباعهم.

و يوضّح الإمام الصادق (عليه السلام) أصول اتجاهه الروحي، و يجعل شيعته و مريديه على معرفة و بيّنة من خصائص السلوك الذي يدعوهم إليه، و دقائق المنهج الذي يحملهم عليه، فيقول (عليه السلام): «نجوى العارفين تدور على ثلاثة أصول: الخوف و الرجاء و الحب. فالخوف فرع العلم، و الرجاء فرع اليقين، و الحب فرع المعرفة.

فدليل الخوف الهرب، و دليل الرجاء الطلب، و دليل الحب إيثار المحبوب على ما سواه. فإذا تحقق العلم في الصدر خاف، و إذا صح الخوف هرب، و إذا هرب نجا، و إذا أشرق نور اليقين في القلب شاهد الفضل، و إذا تمكن من رؤية الفضل رجا، و إذا وجد حلاوة الرجاء طلب، و إذا وفّق للطلب وجد، و إذا تجلى ضياء المعرفة في الفؤاد هاج ريح المحبة، و إذا هاج ريح المحبة استأنس في ظلال المحبوب على ما سواه، و باشر أوامره و اجتنب نواهيه، و اختارهما على كل شي‌ء غيرهما، فإذا استقام على‌

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 107
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست