نام کتاب : الأنوار الباهرة بفضائل أهل بيت النبوة و الذرية الطاهرة نویسنده : أبو الفتوح عبد الله التليدي جلد : 1 صفحه : 150
بنت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، فلمّا سمعت بذلك فاطمة أتت النبي (صلّى اللّه عليه و آله) فقالت له: إنّ قومك يتحدّثون أنّك لا تغضب لبناتك، و هذا عليّ ناكح ابنة أبي جهل.
قال المسور: فقام النبي (صلّى اللّه عليه و آله) فسمعته حين تشهّد ثم قال: «أمّا بعد، فإنّي أنكحت أبا العاص بن الربيع فحدّثني فصدّقني، و إنّ فاطمة بنت محمد مضغة منّي، و إنّني أكره أن يفتنوها، و إنّها و اللّه لا تجتمع بنت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و بنت عدوّ اللّه عند رجل واحد أبدا». فترك عليّ الخطبة.
و في رواية: «فإنّما ابنتي بضعة منّي، يريبني ما رابها، و يؤذيني ما آذاها».
أولا: اضطراب القصة تاريخيا: فقد ذكر ابن حجر في تهذيب التهذيب 10: 138 أنّ الخطبة وقعت بعد ستّ سنين أو سبع من ولادة المسور. و ولادة المسور في السنة الثانية للهجرة بالاتّفاق كما سيأتي، فتكون القصّة في السنة الثامنة للهجرة. مع أنّ جويرية بنت أبي جهل كانت في ذلك الزمان من الكفّار، و كانت بمكة و لم تسلم إلّا بعد عام الفتح. قال في شرح النهج 17: 283: «عند ما دخل النبي (صلّى اللّه عليه و آله) إلى مكة عام الفتح كانت جويرية من الكفّار، و لمّا أذّن بلال، قالت: أمّا الصلاة فسنصلّي و لكن و اللّه لا نحبّ من قتل الأحبّة أبدا». فإذا كانت في تلك السنة من الكفّار و بمكة، فكيف خطبها علي (عليه السّلام)؟! و قد كان نكاح الكافرات محرّما قبل ذلك الزمان، و معلوما لكلّ المسلمين، عالمهم و جاهلهم، أفهل يعقل أن يقدم عليّ على خطبة كافرة و هو أعلم الصحابة و أفقههم بالحلال و الحرام؟! و هذا لوحده كاف في إسقاط هذه الرواية و الحكم عليها بالوضع، و لذا استبعده ابن حجر و غيره.
ثانيا: حال المسور بن مخرمة: فقد قال الذهبي في سير أعلام النبلاء 3: 394: «ولد بعد الهجرة بعامين»، و مثله في تهذيب التهذيب 10: 138، و الثقات لابن حبّان 3: 394، و مشاهير علماء الأمصار له أيضا: 43. و تقدّم عن ابن حجر أنّ حادثة القصّة وقعت في السنة الثامنة. فيكون حينئذ عمر المسور في تلك السنة ستّ سنين! فلا يصحّ له سماع، ثم كيف سمع من النبي لوحده-
نام کتاب : الأنوار الباهرة بفضائل أهل بيت النبوة و الذرية الطاهرة نویسنده : أبو الفتوح عبد الله التليدي جلد : 1 صفحه : 150