لكن انظروا الى رجل منكم يعلم من احاديثنا [1]. لدلالتها على اعتبار الرجولية صريحا فى باب القضاء، و من المعلوم انّ منصب الإفتاء لو لم يكن اعلى من منصب القضاء، فلا اقلّ من انّهما متساويان، و القضاء حكم فى واقعة شخصيّة، و الإفتاء حكم كلّى لعامّة المسلمين.
الإيراد فى فهم الرواية:
و لكن يرد عليه بانّ عنوان الرجل فى الرواية انّما هو من جهة التقابل و الرجوع الى اهل الجور و احكامهم، فأخذ عنوان الرجوليّة من باب الغلبة فلا يكون فيه جهة من التعبّد و الحصر، فلا دلالة للرواية على شرطيّة الرجوليّة لا فى باب القضاء و لا فى الإفتاء.
عدم اشتراط الرجوليّة فى الإفتاء:
و لو سلّمنا فى باب القضاء، لكن لا دلالة لها فى باب الإفتاء، لانّه لم يقم دليل على التلازم بينهما ليعتبر فى كلّ واحد منهما ما اعتبر فى الآخر.
بل و حال الإفتاء مثل حال نقل الرواية فى عدم لزوم كون الراوى رجلا، و لذا يستدلّ على حجيّة الفتوى بادلّة حجيّة الخبر.
الشاهد على عدم الاشتراط:
و يشهد لذلك اى عدم اشتراط الرجولية فى الفتوى، صحيحة عبد الرّحمن بن الحجّاج عن ابى عبد اللّه (عليه السلام) فى حديث، قال، قلت له، انّ معنا صبيّا مولودا فكيف نصنع به؟
فقال (ع): مرّ أمّه تلقى حميدة، فتسألها كيف تصنع بصبيانهم، فأتتها فسألتها كيف