ضجّت الملائكة فقالوا يا ربّ خليلك ما في أرضك من يعبدك غيره. فأوحى اللّه عز و جل إليهم: امضوا إليه و امسكوا أمره.
فسبق جبرئيل (عليه السّلام) و هو بين المنجنيق و النار فقال له: يا إبراهيم هل لك من حاجة؟
فقال: أما إليك فلا. فلما تنحى عنه جبرئيل دعا بسورة التوحيد فقال: اللّهم انّي أسألك بحق محمّد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين نجّني من النار.
فأوحى اللّه الى النار: «كُونِي بَرْداً وَ سَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ».
فروي ان النار لم تحرق شيئا ثلاثة أيام و لم يسخن الماء مخافة من عذاب اللّه ثم بعث اللّه إليه بقميص من ثياب الجنّة و لبسه و كان عليه حتى كساه اسحاق ثم ورثه يعقوب ثم يوسف و هو القميص الذي وجد يعقوب ريحه.
قال: و أشرف نمرود على النار و بعد ثلاثة أيام فوجد إبراهيم سليما قاعدا فقال لأصحابه: إذا عبد الناس فليعبدوا مثل إله ابراهيم.
و كان نمرود أوّل من لبس التاج و أظهر التجبّر و الكبر فأمر بإبراهيم فاخرج إليه و أمره بالخروج عن دار مملكته و بلده و منعه ماله و ماشيته فحاكمهم ابراهيم عند ذلك الى قاضي المدينة فقال: ان أخذتم ماشيتي و مالي فردوا عليّ ما ذهب من عمري في بلادكم.
فقضي لإبراهيم على نمرود بردّ ما ذهب من عمره عليه أو ردّ ماله و ماشيته فأمر نمرود بردّ ماله و ماشيته عليه و تخلية سبيله.
فخرج من أرض كوپي فاتى نحو بيت المقدس و عمل تابوتا حمل زوجته سارة لأنّه كان غيورا و كان من قصّة الجبّار القبطي ما كان من خروجه و تشييعه لإبراهيم و ما أوحى اللّه إلى إبراهيم أن لا تمش قدام الجبار و اجعله امامك و ما قاله القبطي في جواب ذلك لإبراهيم ان إلهك حليم كريم رفيق؛ ما قد قص.
و سار ابراهيم حتى نزل بأعلى الشامات و نزل لوط و كان ابن اخته نازلها و كان بينهما فيما روي ثمانية فراسخ.
و ابتاع ابراهيم (عليه السّلام) هاجر من سارة فوقع عليها فحملت و ولدت اسماعيل (عليه السّلام) و هو الذبيح و هو أكبر أولاده و من اسحاق بخمس سنين و كان من قصّة اسماعيل في الذبح ما