responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 492


25 - ومن وصيّة له عليه السّلام كان يكتبها لمن يستعمله على الصدقات ، وإنما ذكرنا هنا جملا منها ليعلم بها أنّه كان يقيم عماد الحقّ ، ويشرع أمثلة العدل : فى صغير الأمور وكبيرها ، ودقيقها وجليلها .
انطلق على تقوى اللَّه وحده لا شريك له ، ولا تروّعنّ مسلما ، ولا تجتازنّ عليه كارها ، ولا تأخذنّ منه أكثر من حقّ اللَّه فى ماله ، فإذا قدمت على الحىّ فانزل بمائهم ، من غير أن تخالط أبياتهم ، ثمّ امض إليهم بالسّكينة والوقار حتّى تقوم بينهم فتسلَّم عليهم ، ولا تخدج بالتّحيّة لهم ، ثمّ تقول : عباد اللَّه ، أرسلنى إليكم ولىّ اللَّه وخليفته لآخذ منكم حقّ اللَّه فى أموالكم ، فهل للَّه فى أموالكم من حقّ فتؤدّوه إلى وليّه فإن قال قائل : لا فلا تراجعه وإن أنعم لك منعم ، فانطلق معه من غير أن تخيفه وتوعده ، أو تعسفه ، أو ترهقه فخذ ما أعطاك من ذهب أو فضّة ، فإن كان له ماشية أو إبل فلا تدخلها إلَّا بإذنه ، فإنّ أكثرها له ، فإذا أتيتها فلا تدخل عليها دخول متسلَّط عليه ولا عنيف به ، ولا تنفّرنّ بهيمة ولا تفزعنّها ، ولا تسوءنّ صاحبها فيها واصدع المال صدعين ثمّ خيّره : فإذا اختار فلا تعرّضنّ لما اختاره ، ثمّ اصدع الباقى صدعين ، ثمّ خيّره : فإذا اختار فلا تعرّضنّ لما اختاره ، فلا تزال كذلك حتّى يبقى ما فيه وفاء لحقّ اللَّه فى ماله ، فاقبض حقّ اللَّه منه ، فإن استقالك فأقله ، ثمّ اخلطهما ، ثمّ اصنع مثل الَّذى صنعت أوّلا حتّى تأخذ حقّ اللَّه فى ماله . ولا تأخذنّ عودا ، ولا هرمة ، ولا مكسورة ، ولا مهلوسة ، ولا ذات عوار ، ولا تأمننّ عليها إلَّا من تثق بدينه رافقا بمال المسلمين حتّى يوصّله إلى وليّهم فيقسمه بينهم ، ولا توكَّل بها إلَّا ناصحا شفيقا وأمينا حفيظا ، غير معنّف ولا مجحف ولا ملغب ولا متعب ، ثمّ احدر إلينا ما اجتمع عندك ، نصيّره حيث أمر اللَّه ، فإذا أخذها أمينك فأوعز إليه أن لا يحول بين ناقة وبين فصيلها ، ولا يمصّر لبنها فيضرّ ذلك بولدها ولا يجهدنّها ركوبا ، وليعدل بين صواحباتها فى ذلك وبينها ، وليرفّه على اللَّاغب ، وليستأن بالنّقب والظَّالع ، وليوردها ما تمرّ به من الغدر ، ولا يعدل بها عن نبت الأرض إلى جوادّ الطَّرق ، وليروّحها فى السّاعات ، وليمهلها عند النّطاف والأعشاب ، حتّى تأتينا ، باذن اللَّه ، بدنا منقيات ، غير متعبات ولا مجهودات ، لنقسمها على كتاب اللَّه وسنّة نبيّه صلَّى اللَّه عليه وآله ، فانّ ذلك

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 492
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست