responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 326


علم اللَّه . وخصّص وصف الرحمن لأنه مبدأ بعثة الأنبياء والاولياء ، اذ جعلهم اللَّه برحمته هداة خلقه . وقوله : لم يسبقوا اى : عند صمتهم لا يسبقون الى فضيلة نطق ، اذ كان صمتهم فى موضع الصمت حكمة . وقوله : فليصدّق رائد اهله : كالمثل وقد سبق مثله ، وفائدته التنبيه على فضله ، والأمر يصدق الخبر عنه لمن يعنيهم أمره وانّ عنده من مراعى النفوس وماء حياتها ما ينبغي . وليحضر عقله اى : ليفهم ما يقوله : واستعار لفظ الابناء : للآخرة ، ووجه الشبه قوله : فانّه الى قوله ينقلب ، وذلك انّ الانسان مبدأ الحضرة الألهية فعنها ينقلب واليها يعود ، كالمنقلب عن الامّ الراجع اليها .
وقوله : واعلم ، الى قوله : باطنه ، اشارة : الى ما اقتضته الحكمة الالهية من جعل العالم الجسمانى مثالا للعالم الروحانى ، وطريقا للنفوس البشريّة الى مثالها من المعقولات ، وانّه لو لا ذلك لتعذّر السفر الى الحضرة الالهية ، ومن ذلك ما اشار اليه عليه السلام : من اشخاص الناس او افعالهم الظاهرة ، فانّها دالَّة على ما يناسبها فى بواطنهم من الأخلاق واعمال القلوب دلالة اكثريّة ، فرّب حسن الصورة قبيح الباطن ، وربّ خبيث الظاهر حسن الباطن ، ولذلك استشهد بالخبر النبوىّ ( فانّ اللَّه يحب العبد من حيث صورته الحسنة ) لكونها مقتضى الحكمة الالهية ، وانسب الى الوجود من القبيحة التي هى انسب الى العدم الَّذى هو الشر المحض ، ويبغض عمله من جهة ما هو شر مكروه بالذات ويحب ويبغض بالعكس من كان على العكس ، ومن النص الحكيم على دلالة الظاهر على الباطن قوله تعالى : * ( ( والْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُه بِإِذْنِ رَبِّه والَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً ) ) * [1] واستعار لفظ النبات : لزيادة الأعمال ونموّها ولفظ الماء للمادية القلبيا من الارادات والنيّات المخالفة ، وظاهر انّ طيب الأعمال بطيبها ، وخبثها بخبثها كالماء وما يسقى به .



[1] سورة الاعراف - 58 .

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 326
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست