responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 315


وقوله : تجلَّى بالتنزيل ، الى آخره : بيان لكيفية ذلك الشحذ والاعداد ، واسبابه وهى : تدبّر القرآن ، وجلاء ابصار بصائرها بأنوار علومه وحكمته ، وقذف تفسيره فى مسامعهم ، كما ينبغي من امام الوقت . ولفظ الصبوح والغبوق : مستعاران .
منها : وطال الامد بهم ، ليستكملوا الخزى ، ويستوجبوا الغير ، حتّى إذا اخلولق الأجل : واستراح قوم إلى الفتن ، وأشالوا عن لقاح حربهم ، لم يمنّوا على اللَّه بالصّبر ، ولم يستعظموا بذل أنفسهم فى الحقّ ، حتّى إذا وافق وارد القضاء انقطاع مدّة البلاء حملوا بصائرهم على أسيافهم ، ودانوا لربّهم بأمر واعظهم . حتّى إذا قبض اللَّه رسوله ، صلَّى اللَّه عليه وآله ، رجع قوم على الأعقاب ، وغالتهم السّبل ، واتّكلوا على الولائج ، ووصلوا غير الرّحم ، وهجروا السّبب الَّذى أمروا بمودّته ، ونقلوا البناء عن رصّ أساسه ، فبنوه فى غير موضعه : معادن كلّ خطيئة ، وأبواب كلّ ضارب فى غمرة ، قد ماروا فى الحيرة ، وذهلوا فى السّكرة على سنّة من آل فرعون من منقطع إلى الدّنيا راكن ، أو مفارق للدّين مباين .
اقول : اشار بمن طال الأمد بهم : الى من كان من اهل الجاهلية . وقوله : ليستكملوا ، الى قوله : الغير ، كقوله تعالى : * ( ( ولا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ ) * الى قوله * ( ولا ) ) * [1] . حتى اذا اخلولق الأجل واستراح قوم منهم الى الفتن والوقائع . واشالوا عن لقاح حربهم اى : اعدّوا أنفسهم لها كما تعد الناقة نفسها بشول ذنبها ورفعه للقاحها ، وتسمى شائلا . والضمير فى قوله : لم تمنّوا : يرجع الى ذكر سبق للصحابة فى هذه الخطبة ، حين قام رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله فيهم وبهم للحرب فلم يمنّوا على اللَّه بصبرهم معه ، ولم يستعظموا بذل انفسهم فى نصرة الحق ، حتى اذا وافق وارد القضاء انقطاع مدّة البلاء بدولة الجاهلية ، حمل هؤلاء الذين لم يمنّوا على اللَّه بنصرهم له بصايرهم اى : برؤسهم على سيوفهم فى نصرة الدين ، ودانوا لربّهم بأمر عظيم ، وهو الرسول صلى اللَّه عليه وآله



[1] سورة آل عمران - 178 .

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 315
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست