responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 314


149 - ومن خطبة له عليه السّلام فى الملاحم وأخذوا يمينا وشمالا : طعنا فى مسالك الغىّ ، وتركا لمذاهب الرّشد ، فلا تستعجلوا ما هو كائن مرصد ، ولا تستبطئوا ما يجيء به الغد فكم من مستعجل بما إن أدركه ودّ أنّه لم يدركه ، وما أقرب اليوم من تباشير غد يا قوم ، هذا إبّان ورود كلّ موعود ، ودنوّ من طلعة ما لا تعرفون ، ألا وإنّ من أدركها منّا يسرى فيها بسراج منير ، ويحذو فيها على مثال الصّالحين ، ليحلّ فيها ربقا ، ويعتق رقّا ، ويصدع شعبا ، ويشعب صدعا ، فى سترة عن النّاس ، لا يبصر القائف أثره ، ولو تابع نظره ، ثمّ ليشحذنّ فيها قوم شحذ القين النّصل ، تجلى بالتّنزيل أبصارهم ، ويرمى بالتّفسير فى مسامعهم ، ويغبقون كأس الحكمة بعد الصّبوح .
اقول : الضمير فى قوله : واخذوا : لمن ضلّ من المسلمين عن طريق الهدى . واليمين والشمال : طرفا التفريط والافراط من الفضائل التي ذكرناها قبل ، وتلك الأطراف هى : الرذائل ، وهى : مسالك الغى ، ومذاهب الرشد : وهى الفضائل النفسانية . والكائن المرصد : هو ما كانوا يتوقّعونه من الفتن الموعود بها وكانوا كثيرا ما يسألونه عن وقتها فنهاهم عن استعجال ما لا بدّ من وقوعه واستبطائه . وأبان الشيء : وقته . ومن أدركها ، اى : تلك الفتن منّا ، اى : من اهل البيت الائمة الاطهار . واستعار لفظ السراج : لكمالات النفس التي استضاءت بها فى طريق اللَّه ، واستعار لفظ الربق ، وهو : الحبل فيه عدّة عرى يشدّ بها البهم : لما انعقد فى النفوس من العقائد الباطلة والشبه ، والامام يحلها ويعتق الرقاب من رقّ آثامها ، ويصدع ما انشعب والتأم من الباطل ، ويشعب ما انصدع من الحق وهو مغمور فى الناس . والقائف : قصّاص الأثر واراد : انّه لا يعرفه من يتعرّفه ، وما زال أئمه اهل البيت عليهم السلام مغمورين فى الناس ، لا يعرفهم الَّا من عرّفوه انفسهم . وقوله : ثم ليشحذنّ الى قوله : النصل ، فاستعار وصف الشحذ ، وهو : التحذير : لاعداد اذهان قوم فيها لقبول العلوم والحكمة ، كما يعد الحدّاد النصل للقطع بالشحذ .

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 314
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست