بالفتح و سكون الحاء و بياء النسبة لغة المنسوب إلى الوحش الذي يسكن
القفار ثم استعير في اصطلاح علماء المعاني للفظ يكون غير ظاهر المعنى و لا مأنوس
الاستعمال، سواء كان بالنظر إلى الأعراب الخلّص و هو المخلّ بالفصاحة أو بالنظر
إلينا و هو لا يخلّ بالفصاحة. فالوحشي بهذا المعنى مرادف للغريب؛ و الوحشي المخلّ
بالفصاحة إن كان ثقيلا على السمع كريها على الذوق يسمّى وحشيا غليظا و متوعرا
أيضا، و يقابله العذب، هكذا يستفاد من الأطول و الجلپي، و قد سبق في لفظ الغريب.
الوحي:
[في الانكليزية]Revelation ،inspiration
[في الفرنسية]Revelation ،inspiration
بالفتح و سكون الحاء في الأصل الإعلام في خفاء، و قيل الإعلام بسرعة و
كلّ ما دللت به من كلام أو كتابة أو رسالة أو إشارة فهو وحي.
و قد يطلق و يراد به اسم المفعول منه أي الموحي. قال الامام عبد اللّه
التيمي الأصفهاني [1]، الوحي أصله التفهّم، و كلّ ما فهم به
شيء من الإشارة و الإلهام و الكتب فهو وحي. و قيل في قوله تعالى فَأَوْحى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَ عَشِيًّا[2] أي كتب. و في قوله تعالى وَ أَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ[3] أي ألهم.
و أمّا الوحي بمعنى الإشارة فهو كما قال الشاعر:
يرمون بالخطب الطوال و تارة
وحي الملاحظ خيفة الرّقباء
و في اصطلاح الشريعة هو كلام اللّه تعالى المنزّل على نبي من أنبيائه،
كذا في الكرماني و العيني. قال صدر الشريعة في التوضيح في ركن السّنّة: الوحي ظاهر
و باطن. أمّا الظاهر فثلاثة: الأول ما ثبت بلسان الملك فوقع في سمعه بعد علمه
بالمبلّغ بآية قاطعة و القرآن من هذا القبيل. و الثاني ما وضح له بإشارة الملك من
غير بيان بالكلام كما قال عليه الصلاة و السلام: (إنّ روح القدس نفث في روعي أنّ
نفسا لن تموت) [4] الحديث، و هذا يسمّى خاطر الملك. و
الثالث الإلهام و كل ذلك حجة مطلقا بخلاف إلهام الأولياء فإنّه لا يكون حجة على
غيره. و أمّا الباطن فما ينال بالرأي و الاجتهاد.
الودّ:
[في الانكليزية]Love ،passion ،affection
[في الفرنسية]Amour ،passion ،affection
بالحركات الثلاث و تشديد الدال عند السالكين هو الحبّ الذي يهيج حتى
يفنى المحبّ عن النفس و قد سبق في لفظ الإرادة.
و في الصحائف: المودّة عند السالكين من مراتب المحبة و هي هيجان القلب
و التصاقه بالهوى.
و هو على خمس درجات: الأول: النّياحة و الاضطراب. و الاضطراب في هذا
المقام كلّه نواح و ضراعة و صياح و اضطراب. الثانية:
البكاء. الثالثة: الحسرة. و في هذا المقام صاحب الوداد المسكين يتحسّر
على الأوقات العزيزة الضائعة التي ذهبت من يده، و يندم على كلّ لحظة مرّت عليه
بدون محبوبه. الرابعة:
[1] الإمام عبد اللّه بن المبارك بن واضح الحنظلي التميمي
المروزي، أبو عبد الرحمن. ولد عام 118 ه/ 736 م و توفي عام 181 ه/ 797 م. حافظ،
شيخ الإسلام. له تصانيف جمة و رحلات كثيرة.
معجم المفسرين 1/ 320، تذكرة الحفاظ 1/ 374، حلية الأولياء 8/ 162،
تاريخ بغداد 1/ 152.