responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 2  صفحه : 1715

و النفس الحيوانية وسيلة لإدراك النفس الناطقة للجزئيات الجسمانية، و لا يرد القوى المدركة الظاهرة و الباطنة لأنّ هذه القوى ليست من قبيل الكمال الأول لأنّها كما مرّ عبارة عن الجزء الأخير للنوع أو ما هو بمنزلته. و النفس الإنسانية و تسمّى بالنفس الناطقة و الروح أيضا كمال أول لجسم طبيعي آليّ من جهة ما يدرك الأمور الكلّية و الجزئية المجرّدة و يفعل الأفعال الفكرية و الحدسية، و قد سبق أنّ المراد بالكمال الأول ما يتمّ به النوع في ذاته بأن يكون سببا قريبا لتحقّقه و جزءا أخيرا له و ما هو بمنزلته، و النفس الناطقة بالنسبة إلى بدن الإنسان من قبيل الثاني. ثم قولهم كمال أول لجسم طبيعي آليّ مشترك بين النفوس الثلاثة و باقي القيود في التعريفات لإخراج بعضها عن بعض. و أمّا النفوس الفلكية فخارجة عن هذا لأنّ السماويات لا تفعل بواسطة الآلات على ما هو المشهور من أنّ لكلّ فلك من الخارج المركز و الحوامل و التداوير و الممثلات نفسا على حدة على سبيل الاستقلال، و أمّا على رأي من يقول إنّ الكواكب و التداوير و الخارج المركز هي الأعضاء و الآلات للنفس المدبّرة للفلك الكلّي فالنفوس للأفلاك الكلّية فقط فداخلة فيه، إلّا أنّه لا يشتمل القدر المذكور لنفس الفلك الأعظم عندهم أيضا. فاخراجها عن تعريف النفس النباتية على رأيهم بقيد الحيثية المذكورة في تعريف النفس النباتية، و عن تعريف النفس الناطقة بقيد و بفعل الأفعال الفكرية. و أمّا إخراجها عن تعريف النفس الحيوانية فبقيد ما يدرك الجزئيات الجسمانية لأنّ النفوس الفلكية مجرّدة و المجرّد لا يدرك الجزئي المادي.

و النفس الفلكية كمال أول لجسم طبيعي ذي إدراك و حركة دائمين يتبعان تعقلا كلّيا حاصلا بالفعل و هذا مبني على المذهب المشهور، و عليك بالتأمّل فيما سبق حتى يحصل تعريف النفس الفلكية على المذهب الغير المشهور أيضا. اعلم أنّهم قالوا إنّ النفس الفلكية مجرّدة عن المادة و توابعها مدركة للكلّيات و الجزئيات المجرّدة، و قالوا حركات الأفلاك إرادية، و كلّ ما يصدر عنه الحركة الجزئية الإرادية فيرتسم فيه الصغير و الكبير، و لا شي‌ء من المجرّدات كذلك، فليس المباشر القريب لتحريك الفلك جوهرا مجرّدا، بل لا بدّ هاهنا من قوة جسمانية أخرى فائضة عن المحرّكات العاقلة المجرّدة على أجرام الأفلاك و تسمّى تلك القوة الفائضة نفسا منطبعة و نسبتها إلى الفلك كنسبة الخيال إلينا في أنّ كلا منهما محلّ ارتسام الصورة الجزئية، إلّا أنّ الخيال مختصّ بالدماغ و النفس المنطبعة سارية في الفلك كلّه لبساطته و عدم رجحان بعض أجزائه على بعض في المحلية.

و إلى هذا ذهب الإمام الرازي. و قال المحقّق الطوسي: ذلك شي‌ء لم يذهب إليه أحد قبله فإنّ الجسم الواحد يمتنع أن يكون ذا نفسين أعني ذا ذاتين هو آله لهما. و الحقّ أنّ له نفسا مجرّدة و قوة خيالية و هذا مراد الإمام. غاية ما في الباب أنّه عبّر عن القوة الخيالية بالنفس المنطبعة، و المشّاءون على أنّ للفلك نفسا منطبعة لا غير، فإنّ الظاهر من مذهبهم أنّ المباشر لتحريك الفلك قوة جسمانية هي صورته المنطبعة في مادته و أنّ الجوهر المجرّد الذي يستكمل به نفسه عقل غير مباشر للتحريك.

و الشيخ الرئيس على أنّ له نفسا مجرّدة لا غير.

و قال إنّ النفس الكلّي هي ذات إرادة عقلية و ذات إرادة جزئية. و قال إنّ لكل فلك نفسا مجرّدة يفيض عنها صورة جسمانية على مادة الفلك فتقوم بها، و هي تدرك المعقولات بالذات و تدرك الجزئيات بجسم الفلك، و تحريك الفلك بواسطة تلك الصورة التي هي باعتبار تحريكاته كالخيال بالنسبة إلى نفوسنا و أبداننا، فإنّ المدرك حقيقة هو النفس و الخيال آلة و واسطة لإدراكه،

نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 2  صفحه : 1715
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست