نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي جلد : 2 صفحه : 1714
الأعضاء. و قيل الأولى أن لا يراد بالطبيعي ما يقابل الصناعي فقط بل
يراد به ما يقابل الجسم التعليمي و الصناعي معا لئلّا يفتقر إلى إخراج الكمال
الأول للجسم التعليمي إلى قيد آخر.
و منهم من رفع طبيعيا صفة للكمال احترازا عن الكمال الصناعي فإنّ
الكمال الأول قد يكون صناعيا يحصل بصنع الحيوان كما في السرير و الصندوق و وكر
الطير و قد يكون طبيعيا لا مدخل لصنعه فيه، لكن الظاهر حينئذ أن يقال كمال أول
طبيعي لجسم آليّ الخ. و بقيد الحيثية خرج كلّ كمال لا يلحق من هاتين الحيثيتين
كالنفس الحيوانية و الانسانية و الفلكية. اعلم أنّهم اختلفوا فذهب بعضهم إلى أنّ
الشيء إذا صار حيوانا تكون نفسه النباتية باقية فيه و تلك الأفعال صادرة عنها لا
عن النفس الحيوانية و الأفعال الحيوانية من الحسّ و الحركة الإرادية صادرة عن
النفس الحيوانية. و المحقّقون على أنّ الأفعال المذكورة في النفس النباتية صادرة
في الحيوان عن النفس الحيوانية و تبطل النفس النباتية عند فيضان النفس الحيوانية،
فعلى هذا بعض أفعال النفس الحيوانية بالاختيار و بعضها بلا اختيار، و لا يخفى ما
فيه من التأمّل. فعلى المذهب الأول لا حاجة إلى زيادة قيد فقط و على المذهب الثاني
لا بد من زيادته. و لذا قال البعض هي كمال أول لجسم طبيعي آليّ من جهة ما يتولّد و
يزيد و يغتذي فقط، و الحصر إضافي بالنسبة إلى ما يحسّ و يتحرّك بالإرادة، فلا يرد
أنّ أفعال النفس النباتية غير منحصرة فيما ذكر، بل لا بد مع ذلك أيضا من جهة ما
يتصوّر و يجذب و يضم و يمسك و يدفع. لكن بقي هاهنا بحث من وجوه: الأول أنّ التعريف
صادق على صورة النطفة التي بها تصير سببا للتغذية و التنمية، و كذا على الصورة
اللحمية و العظمية و غيرها مع أنه لا يقال لها نفس نباتية و إلّا يلزم أن تكون هذه
الأشياء نباتا. و الجواب أنّ عدم إطلاق النفس النباتية عليها إنّما هو في عرف
العام و أمّا في عرف الخاص فيجوز إطلاقها عليها و إطلاق النبات على تلك الأجسام
أيضا جائز اصطلاحا. الثاني أنّه صادق على الصور النوعية للبسائط الموجودة في المركّبات
النباتية.
و الجواب أنّ تلك الصور ليست كمالات أولية بالنسبة إلى المركّبات إذ
الكمال الأول ما يتمّ به النوع في ذاته بأن يكون سببا قريبا لحصول النوع و جزءا
أخيرا له، و ما هو بمنزلته، و تلك الصور ليست كذلك بالنسبة إلى المركّبات.
الثالث أنّه يكفي أن يقال كمال أول من حيث يتغذّى و ينمو و يتولّد بل
يكفي أن يقال كمال من حيث ينمو و باقي القيود مستدرك إذ الكمال الثاني و كمال
الجسم الصناعي و غير الآلي ليس من جهة ما ينمو. و الجواب أنّ قيود التعريف قد تكون
للاحتراز و قد تكون للتحقيق و بعض هذه القيود للاحتراز و بعضها للتحقيق. و النفس
الحيوانية كمال أول لجسم طبيعي آليّ من جهة ما يدرك الجزئيات الجسمانية و يتحرّك
بالإرادة و القيد الأخير لإخراج النفس النباتية و الإنسانية و الفلكية. أقول و
المراد أن يكون منشأ تمييز ذلك الكمال عن الكمالات الأخر هو هذين الأمرين أعني
إدراك الجزئيات الجسمانية و الحركة الإرادية لا غير فينطبق التعريف على المذهبين
المذكورين. و لا يرد ما قيل من أنّه إن أريد الآلي من جهة هذين الأمرين فقط فلا
يصدق التعريف على النفس الحيوانية على مذهب المحقّقين لأنّها آليّة من جهة الأفعال
النباتية أيضا، و إن أريد الآلي من جهتهما مطلقا فينتقض التعريف بالنفس الناطقة. و
أورد عليه أنّه غير جامع لعدم صدقه على النفس الحيوانية في الإنسان لأنّها ليست
مدركة عند المحقّقين بل المدرك للكلّيات و الجزئيات مطلقا هو النفس الناطقة. و
أجيب بأنّ المراد بالمدرك أعمّ من أن يكون مدركا بالحقيقة أو يكون وسيلة للإدراك
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي جلد : 2 صفحه : 1714