responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 2  صفحه : 1716

فالمباشر على هذا هو النفس إلّا أنّها بواسطة الآلة و تحقيقه في شرح الإشارات. ثم اعلم أنّ عدد النفوس الفلكية المحرّكة للأفلاك على المذهب المشهور هو عدد الأفلاك و الكواكب جميعا، و على المذهب الغير المشهور تسعة بعدد الأفلاك الكلّية فإنّهم قالوا: كلّ كوكب منها ينزّل مع أفلاكه منزلة حيوان واحد ذي نفس واحدة تتعلّق تلك النفس بالكوكب أولا و بأفلاكه ثانيا كما تتعلّق نفس الحيوان بقلبه أولا و بأعضائه بعد ذلك بتوسطه. و قيل لجميع الأفلاك نفس واحدة تتعلّق بالمحيط و بالباقية بالواسطة.

فائدة:

في المباحث المشرقية الشي‌ء قد يكون له في ذاته و جوهره اسم يخصه و باعتبار إضافته إلى غيره اسم آخر كالفاعل و المنفعل و الأب و الابن و قد لا يكون له اسم إلّا باعتبار الإضافة كالرأس و اليد و الجناح، فمتى أردنا أن نعطيها حدودها من جهة أسمائها بما هي مضافة أخذنا الأشياء الخارجة عن جواهرها في حدودها لأنّها ذاتيات لها بحسب الأسماء التي لها تلك الحدود و النفس في بعض الأشياء كالإنسان قد تتجرّد عن البدن و لا تتعلّق به لكن لا يتناوله اسم النفس إلّا باعتبار تعلّقها به حتى إذا انقطع ذلك التعلّق أو قطع النظر عنه لم يتناوله اسم النفس إلّا باشتراك اللفظ، بل الاسم الخاص بها حينئذ هو العقل. فما ذكر في تعريف النفس ليس تعريفا لها من حيث ماهيتها و جوهرها بل من حيث إضافتها إلى الجسم الذي هي نفس، له إذ لفظ النفس إنّما يطلق عليها من جهة تلك الإضافة فوجب أن يؤخذ الجسم في تعريفها كما يؤخذ البناء في تعريف الباني من حيث إنّه بان و إن لم يجز أخذه في حدّه من حيث إنّه إنسان.

فائدة:

قيل إطلاق النفس على النفوس الأرضية و السماوية ليس بحسب اشتراك اللفظ فإنّ الأفعال الصادرة عن صور أنواع الأجسام منها ما يصدر من إرادة و إدراك و ينقسم إلى ما يكون الفعل الصادر عنه على وتيرة واحدة كما للأفلاك، و إلى ما لا يكون على وتيرة واحدة بل على جهات مختلفة كما للإنسان و الحيوانات.

و منها ما لا يصدر عن إرادة و إدراك و ينقسم إلى ما يكون على وتيرة واحدة و هي القوة السخرية كما يكون للبسائط العنصرية من الميل إلى المركز أو المحيط و إلى ما لا يكون على وتيرة واحدة بل على جهات مختلفة كما يكون للنبات و الحيوان من أفاعيل القوة التي توجب الزيادة في الأقطار المختلفة و القوة السخرية خصّت باسم الطبيعة و البواقي باسم النفس و إطلاق اسم النفس عليها لا يمكن إلّا بالاشتراك لأنّه لو اقتصر على أنّها مبدأ فعل ما أو قوة يصدر منها أمر ما يصير كلّ قوة طبيعية نفسانية و ليس كذلك، و إن فسرناها بأنّها التي تكون مع ذلك فاعلة بالقصد خرجت النفس النباتية و أن نفرض وقوع الأفعال على جهات مختلفة فيخرج النفس الفلكية، و كذا لا يشتمل للجميع قولهم النفس كمال أول لجسم طبيعي آلي ذي حياة بالقوة أي ما يمكن أن يصدر عن الأحياء و لا يكون الصدور عنهم دائما بل قد يكون بالقوة لأنّه يخرج بقيد آلي النفوس الفلكية لأنّ أفعالها لا تصدر بواسطة الآلة على المذهب المشهور، و على المذهب الغير المشهور بالقيد الأخير لأنّ النفوس الفلكية و إن كانت كمالات أولية لأجسام طبيعية آلية على هذا المذهب لكنها ليس يصدر عنها أفاعيل الحياة بالقوة أصلا، بل يصدر منها أفاعيل الحياة كالحركة الإرادية مثلا دائما.

و اعترض عليه أيضا بأنّه إن أريد بما يصدر عن الأحياء ما يتوقّف على الحياة فيخرج النفس النباتية. و إن أريد أعمّ من ذلك فإن أريد جميعها خرج النفس النباتية و الحيوانية. و إن‌

نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 2  صفحه : 1716
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست