نام کتاب : رسالة في النفس و بقائها و معادها نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 116
و أما الاتفاقيات فهى اصطكاكات و مصادمات
[1] بين هذه الأمور الطبيعية و الاختيارية بعضها مع بعض فى مجاريها؛
فتكون إذن الأشياء الممكنة ما لم تجب لم توجد، و إنما تجب لا بذاتها بل بالقياس
إلى عللها، و إلى الاجتماعات التى تعلل [2] الشيء. فإذن يكون كل شيء مقصودا
[3] بجميع الأحوال الموجودة فى الحال من الطبيعة و الإرادة الأرضية و
السماوية، و لمأخذ كل واحد منها و مجراه فى الحال، فإنه يتصور ما يجب عن استمرار
هذه على مأخذها [4] من الكائنات. و لا كائنات إلا ما يجب
عنها- كما قلنا- فالكائنات إذن قد تدرك قبل الكون، و لا
[5] من جهة ما هى ممكنة، بل من جهة ما يجب
[6]. و إنما لا ندركها [7] نحن لأنه إما أن تخفى علينا جميع أسبابها الآخذة نحوها [8]، أو يظهر لنا بعضها، و يخفى علينا
بعضها. فبمقدار [9] ما يظهر لنا منها يقع لنا حدس ظن
بوجودها [10]، و بمقدار ما يخفى علينا منها [11] يداخلنا الشك فى وجودها.
و أما المحركات للأجرام السماوية فتحصرها جميع الأحوال المتقدمة معا،
فيجب أن تحصرها جميع الأحوال المتأخرة معا [12]، فتكون هيئة العالم [13] مما نريد أن يكون مرتسما فيه هناك.
ثم تلك الصور، لا وحدها، بل الصور العقلية التى فى الجواهر المفارقة
أيضا غير محتجبة عن أنفسنا بحجاب البتة من جهتها. إنما الحجاب هو [14] فى قوانا
[15]: إمّا لضعفها، و إمّا لاشتغالها