نام کتاب : رسالة في النفس و بقائها و معادها نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 117
بغير الجهة التى عندها يكون الوصول إليها، و الاتصال بها. و أما إذا
لم يكن [1] أحد المعنيين، فإنّ الاتصال بها
مبذول، و ليست مما تحتاج أنفسنا فى إدراكها إلى شيء غير الاتصال بها، و مطالعتها.
فأمّا الصور [2] العقلية فإنّ الاتصال بها بالعقل
النظرى، و أمّا هذه الصور [3] التى الكلام فيها، فإنّ النفس إنما تتصورها بقوة أخرى، و هو العقل
العملى، و يخدمه فى ذلك الباب التخيل. فتكون الأمور الجزئية تنالها النفس بقوتها [4] التى تسمى عقلا عمليا، من الجواهر العالية
النفسانية. و تكون الأمور الكلية تنالها النفس بقوتها
[5] التى تسمى عقلا نظريا، من الجواهر العالية العقلية، التى لا يجوز أن
يكون فيها شيء من الصور الجزئية البتة.
و تختلف الاستعدادات للقبول [6] جميعا فى الأنفس، و خصوصا الاستعداد لقبول الجزئيات بالاتصال بهذه
الجواهر النفسانية. فبعض الأنفس يضعف فيها و يقل هذا الاستعداد أصلا [7]، لضعف
[8] القوة [9]
المتخيلة أيضا. و بعضها يكون هذا فيها أقوى، حتى إنّ الحس إذا ترك استعمال القوة
المتخيلة، و ترك شغله بما تورده عليه، جذبتها القوة العملية إلى تلك الجهة، حتى
انطبعت [10] فيها تلك الصور
[11]. إلا أنّ القوة المتخيلة لما فيها من الغريزة المحاكية و المنتقلة
من شيء [12] إلى غيره، تترك ما أخذت [13]، و تورد
[14] شبيهه أو ضده أو مناسبه [15]، كما يعرض لليقظان [16] من أنه