نام کتاب : رسالة في النفس و بقائها و معادها نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 115
أرفع من التخيل؛ و قد بيّناه. فيظهر من تسليم هذه أنّ الحركات
السماوية يحرك كلّ واحد منها جوهر نفسانى يتعقل الجزئيات على النحو [1] من التعقل الّذي يخصها، و ترتسم فيه
صورها و صور الحركات التى يختارها كل واحد منها و يجاوره، حتى تكون الحركات متحدة
فيها دائما، حتى تتحد الحركات، و يكون متصورا لا محالة حينئذ الغايات التى تؤدى
إليها [2] الحركات فى هذا العالم، و يتصور هذا
العالم أيضا بتفصيله و تلخيصه و الأجزاء التى فيه
[3] لا يعزب [4]
منها شيء. و يلزم من ذلك أن تتصور الأمور التى تحدث فى المستقبل، و ذلك لأنها
أمور يلزم وجودها عن النسب التى بين تلك الحركات، لأنها المتعلقة [5] عندها بالشخصية، و النسب التى بين [6] الأمور التى
[7] هاهنا، و النسب التى بين هذه الأمور و تلك الحركات. فلا يخرج شيء
البتة عن أن يكون حدوثه فى المستقبل لازما لوجود هذه على ما هى عليه فى الحال؛
فإنّ الأمور إمّا أن تكون بالطبع، و إمّا أن تكون بالاختيار، و إمّا أن تكون
بالاتفاق. و التى تكون عن الطبع إنما تكون باللزوم
[8] عن الطبع، إما طبع حاصل هاهنا أولى، و إما طبع حادث هاهنا عن طبع
هاهنا، أو طبع حادث هاهنا عن طبع سماوى.
و أما الاختيارات فإنها تلزم الاختيار، و الاختيار حادث بعد ما لم
يكن، فله علة، و حدوثه عنه بلزوم و علّية إمّا شيء كائن هاهنا عن [9] إحدى الجهات، أو شيء سماوى، أو شيء
مشترك بينهما.