ليس يمكننا فى تعلم [2] العلوم كلها أن نتحرز عن مصادرة على مقدمات تتبين [3] فى علوم أخرى؛ فإنّ مبادئ العلوم، و
خصوصا الجزئية، تتعرف إمّا من [5] علوم جزئية غيرها، أو من العلم الكلى الّذي يسمى فلسفة أولى؛ فليس
يمكن أن يبرهن على مبادئ العلوم [4] من العلوم نفسها. فليسلم لنا هاهنا أنّ كلّ معلول فيجب أن يلزم عن
علته حتى يوجد؛ و ما دام ممكن الوجود عنها [6] بعد، فليس يوجد. و أنّ الحركة السماوية اختيارية، و أنّ الحركة
الاختيارية لا تلزم إلا عن اختيار بالغ موجب للفعل. و أنّ الاختيار للأمر الكلى لا
يوجب أمرا جزئيا؛ و أنه إنما يلزم الأمر الجزئى بعينه عن اختيار جزئى يخصه بعينه.
و أنّ الحركات التى توجد بالفعل هى كلها جزئية، فيجب إن كانت اختيارية أن تكون عن [7] اختيار جزئى، فيجب أن يكون المحرك لها
مدركا للجزئيات، و لا يكون البتة عقلا صرفا، بل يكون نفسا قد
[8] تستعمل آلة جسمانية، تدرك أمورا جزئية إدراكا إمّا أن يكون تخيلا
عمليا هو