responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل ابن سينا نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 8

ذلك المرام. فاذا جاء بعدهم أقوام أكثر جهالة من الأولين و أقوى ضلالة من أولئك السابقين فربما ظنوا بتلك الحواشى أنها من متن الكتاب، و أنها ليست من القشر بل من اللباب، فحينئذ يدخلونه فى متن المصنف الأول، و يصير ذلك سببا لحصول كل خلل و زلل. و لقد شاهدت هذا النوع من التحريف و التخريف فى مصنفاتى و مؤلفاتى، و كنت أبالغ فى إزالتها عن متن الكتاب لئلا يحصل ما يوجب الارتياب و الاضطراب. فاذا وقع هذا و المدة أقل من ثلاثين، فلأن يقع و المدة زادت على المائة و الخمسين كان أولى! و إنما ذكرت هذا العذر لاشتمال هذا الكتاب فى كثير من المواضع على كلمات كثيرة الخبط بعيدة عن الضبط، يبعد عندى أن يكون قائلها هو هذا المصنف الذي كان فى قوة القريحة آية، و فى جودة الفكر و النظر غاية.

فغلب على ظنى أن السبب فى اختلاط تلك الكلمات المثبجة [1] و التركيبات المعوجة ما ذكرناه و قررناه. و لمثل هذا السبب فكثيرا ما يقول جالينوس فى شرحه لكتاب «الفصول‌ [2]»: «إن هذا فصل مدلس على بقراط»- إذ كان يجد ذلك الفصل كثير الزلل شديد الاختباط.- ثم إن ملتمس‌ [3] الشرح و التفسير ما صرفه عن شدة الالتماس شى‌ء من هذه المعاذير؛ فكتبت فى هذا المطلوب الرفيع و المقصود المنيع هذا الكتاب الذي يرشد العقل إلى أقاصى منازل السائرين إلى اللّه جل و عز، و يهدى الفكر إلى غايات معارج السياحين فى بيداء دلائل اللّه، و اكتفيت بالكلام القوى و البحث السّرىّ و المنهج الواضح و الطريق اللائح. و صنت القلم عن فتح باب المشاتمات، و الكاغد عن التسويد بالمباهلات و الملاعنات. و ما سعيت البتة فى إخفاء حق أو ترويج باطل؛ بل كل ما غلب على ظنى صحته، قدرته بمقدار


[1] ثبج الكلام (بفتح الباء المشددة أو المخففة): لم يأت به على وجهه؛ ثبج الخط:

عماه.

[2] كتاب الفصول لبقراط.

[3] أى تلميذه محمد بن رضوان بن منوجهر ملك شروان.

نام کتاب : رسائل ابن سينا نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست