responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل ابن سينا نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 161

الفصل الأول في اثبات القوى النفسانية التي شرعت في تفصيلها

من رام وصف شي‌ء من الأشياء قبل ان يتقدم فيثبت اولا أينيّته (الأصحّ أنّيّته‌ [1]) فهو معدود عند الحكماء ممّن زاغ عن محجّة الايضاح:

فواجب علينا ان نتجرّد اولا لاثبات وجود القوى النفسانية قبل الشروع في تحديد كل واحدة منها و ايضاح القول فيه‌ [2]: و لما كانت أخصّ الخواصّ بالقوى النفسانية [3] شيئان أحدهما التحريك و الثاني الإدراك فواجب علينا ان نبيّن ان لكل جسم متحرّك علّة محرّكة ثمّ يتبيّن لنا من ذلك ان الأجسام المتحرّكة بحركات زائدة على الحركات الطبيعية كالهابطة الثقيلة و الصاعدة الخفيفة لها علل محرّكة نسمّيها نفوسا أو قوى نفسانية و ان نبيّن ان بعض الأجسام مهما (قرئ منها) رسم بانه مدرك فإن ادراكه لن يصحّ نسبته اليه إلّا لقوى فيه متمكّنة من الادراك: و نفتتح و نقول ان ممّا لا يعاوق (قرئ يصادف) العقل فيه ريبة ان الأشياء (قرئ اشياء) منها ما اشتركت في شي‌ء و افترقت في آخر و ان المشترك فيه غير المفترق:

و يصادف كافّة (قرئ كانّه) الأجسام مشتركة في انها أجسام ثم يصادفها بعد ذلك مفترقة في انها متحرّكة و إلّا (قرئ و لا) لا وجود لذات السكون بل لا حركة (و زيد له) إلّا على بعد مستدير اذ الحركات المستقيمة قد تقرّر من صورتها انها لن تنفذ إلّا عن وقفات (قرئ وقعات) و الى وقفات: فبيّن ان الأجسام لن توصف بالحركة لانها أجسام‌

شروح على الفصل الأول‌


[1] أينيّته أو أنّيّته: وارد. في الاصل هكذا أينيّته واضحة التنقيط و الشكل. غير ان الدكتور صموئيل لانداور يعترض بأن هذا الفصل الأول كله انما يثبت أن بعض الحركات المعيّنة لا تصدر عن الجسمية بل عن علل اخرى خارجة عن حقيقة الجسمية و فوقها و ليس فيه إشارة او تنويه الى أين هي بل الى أن هي موجودة و ان المصنّف نفسه ختم هذا الفصل بهذه العبارة قال فقد اتضح بهذا الضرب من التبيان أنّ للقوى النفسانية وجودا (ا ه). و فلاسفة اليونان يستعملون عبارة توهوتي (أي الإنّ). و من هذا النوع العبارة هذه «فاما هذا المعلوم نفسه فأتيته قائمة» و لا شكّ ان الصواب فانّيّته قائمة. اما أنّيّة الشي‌ء فهي كلمة مألوفة عند المحصّلين من الفلاسفة كما يتضح من مراجعة المعجمات مثل محيط المحيط الذي لبطرس البستاني و غيره مما عليها التعويل‌

[2] القول فيه: بالضمير المذكر مع انه يتبادر على ذهن القارئ ان الضمير هنا عائد على القوى النفسانية او على كل واحدة منها. غير انه يجوز حمله على اثبات وجودها فاحكم يا قارئ.

[3] و لما كانت اخصّ الخواصّ الخ: من اصعب الامور تعريب ما قاله ارسطو في الجملة الاولى من الفصل الثاني من الباب الأول في مقالته الشهيرة في النفس. فما ورد هنا في المتن هو ما استحسنه الرئيس ابن سينا للتعبير باللغة العربية عن ما جاء في تلك الرسالة. اما نحن فنبسط هنا للقارئ تعريبا آخر لتلك الجملة لكي يقف على شي‌ء من الصعوبات التي كابدها فحول النقلة في ايام النهضة العباسية.

قال ارسطو اما نفس عديم النفس فيظهر على الغالب انها تحلّ في اثنين اي في التحرّك و في الاحساس. و هاك تعريبا آخر اما محيي غير الحيّ فالظاهر انه حالّ على نوع خصوصي في اثنين اي في الحركة و في الشعور

نام کتاب : رسائل ابن سينا نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 161
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست