responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل ابن سينا نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 162

بل لعلل زائدة على جسميتها منها تصدر حركاتها صدور الأثر عن المؤثّر:

و اذ قد تبيّن لنا هذا فنقول انّا وجدنا من الأجسام المتولّدة عن العناصر الأربعة ما يتحرّك لا (قرئ إلّا) بالقسر [4] ضر بين من الحركة بينهما خلاف ما أحدهما يلزم عنصره لاستيلاء قوة أحد الأركان عليه و اقتضائها تحريكه الى حيّزه المجعول له بالطبع كحركة الانسان بطبع العنصر الراجح الثقيل الى أسفل (قرئ السفل) و هذا الضرب من الحركات (قرئ الانخزال) لا يوجد إلّا الى جهة واحدة و سياقة واحدة [5]: و ثانيهما بخلاف مقتضى عنصره الذي هو إمّا السكون في الحيّز الطبيعيّ حالة الاتصال به كتحريك الانسان بدنه الى مستقرّة الطبيعيّ و هو وجه الارض و إمّا الحركة (قرئ بدون أل التعريف) الى الحيّز الطبيعيّ حالة مباينته (قرئ مباينه) و ذلك مثل حركة الحيوان الطائر بجسمه الثقيل الى العلوّ في الجوّ: فتبيّن ان للحركتين علّتين و انهما مختلفتان إحداهما (و قرئ احداهما) تسمّى طبيعيّة و ثانيتهما تسمّى نفسا أو قوة نفسانية: فقد صحّ من جهة الحركة وجود القوى النفسانية و اما من جهة الإدراك فلأنّ الاجسام توجد مشتركة في أنها أجسام و مفترقة في انها درّاكة فبيّن بالتدبير الأول ان الادراك لن يفترق عنها بذاتها بل بقوى (قرئ لعلّة تبقى) محمولة فيها: فقد اتضح بهذا الضرب من التبيان ان للقوى النفسانية وجودا و ذلك ما أردنا بيانه‌


[4] لا بالقسر: من الحركات ما هو مسبّب عن قوة دافعة هاجمة عليه من الخارج اي بالقسر. فهذا النوع ليس الكلام عنه هنا اذ من الواضح ان حركات كهذه ليست صادرة عن قوى نفسانية. و لكن ما يدخل هنا تحت البحث هو نوعان آخران من الحركات و هما اولا الحركة بحسب مقتضى الطبيعة كسقوط الحجر مثلا من فوق الى تحت و ثانيا الحركة ضدّ مقتضى الطبيعة و لكنها بالنظر الى نفس الكائن الحيّ حركة مطابقة للطبيعة. فهذه ايضا على ضربين و ذلك ان الحركة تظهر لنا مغايرة للطبيعة إما لان الجسم الثقيل قد وصل الى الارض و لكنه مع ذلك يزحف على وجهها مع اننا نعهد فيه من الطبيعة انه يجب ان يستقرّ و مثال ذلك مشي الانسان على سطح البطيحة. و امّا لان الجسم الثقيل يتحرك بحركة متضادة تضادا محضا للطبيعة و مثال ذلك الطائر الذي يصعد فيعلو علوّا متزايدا عوضا عن ان يسقط الى مقرّه الذي هو وجه الارض على مقتضى ما نعهده من الثقل في جسمه. هذا معني ما ورد في الفصل الرابع من الباب الثامن من كتاب ارسطو في الطبيعة

[5] الى جهة واحدة و سياقة واحدة: و ذلك لان الحركة الطبيعية انما تكون امّا من المركز الى الدائرة او من الدائرة الى المركز أو حول المركز

نام کتاب : رسائل ابن سينا نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 162
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست