موجدا له في الحالين جميعا. فبقى أن يكون موجدا له، إذ هو موجود.
فيكون الموجد إنّما هو موجد للموجود، و الموجود هو الذي يوصف [1] بأنّه يوجد
[2]. نعم، عسى [أن] لا يوصف بأنّه يوجد، لأنّ [لفظة] [3] «يوجد» توهّم وجودا مستقبلا ليس في
الحال. فإن أزيل هذا الإيهام [4] صحّ أن يقال: إنّ الموجود يوجد، أي يوصف بأنّه موجد، فكما [5] أنّه في حال ما هو موجود يوصف بأنّه
موجد، و لفظة [6] «يوصف» لا يعنى بها أنّه في
الاستقبال يوصف، كذلك الحال في لفظة «يوجد».
التفسير:
قال- أيّده اللّه-: المقصود من هذا الكلام بيان أنّ تأثير الفاعل ليس
إلّا في وجود الفعل. إنّ دوام الفعل بدوام الفاعل لا يقدح في كون الفعل فعلا و كون
الفاعل فاعلا.
و تلخيص كلامه هو: أنّ الأثر إذا حدث بعد أن لم يكن، فله أمور ثلاثة:
أحدها: الوجود الحاصل فى الحال.
[7] و ثانيها: العدم السابق.